في حي سابورة- وهو حي من الطراز القديم، ومن الأحياء التي تكثر فيها الحوانيت والحانات والمواخير. في هذا البيت ولد قيصر في عام ١٠٠ ق. م، وكان مولده نتيجة لجراحة هي التي كانت سبباً في تسميته باسمه الأول (١).
ويقول سيوتونيوس Suetnius فيما نقله عنه هلند Holland إن قيصر هذا كان شخصاً مطيعاً سلس القياد إلى حد يدعو للعجب، كما كان الميل إلى التعلم". وكان المعلم الذي يتولى تعليمه اللغتين اللاتينية واليونانية وعلوم البلاغة رجلاً من الغاليين. وشرع قيصر مع هذا المعلم يعد نفسه على غير علم منه للفوز بأعظم فتوحه كلها. ذلك أن الشاب أظهر استعداداً عظيماً للخطابة، وبدأ في شبابه يكتب ويؤلف. ثم أنقذه من هذه النزعة تعيينه ياوراً حربياً لماركس ثرمس Marcus Thermus في آسيا. وأحبه نقوميدس Nicomedes والى بيثينيا Bithynia حباً دفع شيشرون وغيره من الثرثارين المغتابين إلى أن يعيروه بأنه "أسلم عذرته لملك"(٢). ولما عاد إلى رومه في عام ٨٤ تزوج كوساتيا Cossutia استجابة لرغبة أبيه. فلما أن توفي والده بعد زواجه منها بزمن قليل طلقها وتزوج كرونليا Cornelia ابنة سنا Cinna الذي تولى قيادة الثورة بعد ماريوس. ولما تولى صلا زمام السلطة أمر قيصر أن يطلق كورنليا، فلما أبى أن يطيع هذا المر صادر صلا أملاكه التي ورثها عن أبيه كما صادر بائنة كورنليا وسجل اسمه في المحكوم عليهم بالإعدام.
ولما علم قيصر بذلك هرب من إيطاليا وانضم إلى الجيش المحارب في قليقية، حتى إذا مات صلا عاد إلى رومه (٧٥). ولما رأى أن أعداءه هم أصحاب الأمر والنهي فيها غادرها مرة أخرى إلى آسيا. وأسره القراصنة في الطريق واقتادوه إلى كمين لهم في قليقية، وعرضوا عليه أن يطلقوا سراحه نظير فدية قدرها عشرون
(١) وكانت الجراحات حتى في ذلك الوقت البعيد وسيلة قديمة من وسائل الولادة. وقد ورد ذكرها في القوانين المزودة إلى نوما Numa. على أن اسم قيصر لم يكن مشتقاً من هذه الجراحة (Caesus ad utero matria) فقد سمي به من قبله كثيرون من أسرة اليوليوسيين.