تالنتا (٧٢. ٠٠٠ ريال أمريكي)، فلما سمع ذلك لاسهم على أنهم لم يقدروه حق قدره، وعرض عليهم هو نفسه أن يعطيهم خمسين تالنتا. وأرسل خدمه ليأتوه بالمال، وأخذ في هذه الأثناء يسلي نفسه بكتابة القصائد وقراءتها على آسريه. فلما لم تعجبهم قصائده سماهم برابرة همجاً، وأوعدهم بأنه سيشنقهم في أول فرصة تتاح له. ولما جاءه الفداء أسرع بالذهاب إلى ميليطس Miletus وأعد السفن والملاحين، وطارد القراصنة وقبض عليهم، واستعاد منهم الفداء، وصلبهم؛ ولكنه وهو الرجل الشفيق الرحيم قطع رقابهم أولاً (٣). وذهب بعدئذ إلى جزيرة رودس ليدرس فيها البلاغة والفلسفة.
ولما عاد إلى رومه وزع جهوده بين السياسة والحب. وكان وسيم الوجه وإن كان سقوط شعر رأسه في هذه السن المبكرة أخذ يشغل باله. ولما توفيت كرنليا في عام ٦٨ تزوج بمبا ابنة حفيدة صلا. وإذ كان هذا الزواج زواجاً سياسياً محضاً فإنه لم يتورع عن العلاقات الجنسية غير المشروعة حسب عادة ذلك الوقت؛ ولكن هذه العلاقات بلغت من الكثرة ومن التنوع الشاذ حداً جعل كوريا Curia (والد قائده الأخير) يصفه بقوله إنه "زوج كل امرأة وزوجة كل رجل ommium mulierum vir et ommium virorum mulier" (٤) . وظل يتبع هذه العادات نفسها في حروبه فيبعث مع كيلوبطرة في مصر، ومع الملكة إيونو Eunoe في نوميديا، ومع كثيرات من النساء في غالة، حتى كان جنوده يلقبونه في مزاحهم بلقب "الزاني الأصلع". ولما تم له النصر في بلاد الغاليين أخذ جنوده ينشدون بيتين من الشعر المقفى يحذرون فيهما جميع الأزواج بقولهم إن عليهم أن يغلقوا الأبواب على زوجاتهم ما دام قيصر في المدينة. وكان الأشراف يحقدون عليه لسببين أولهما أنه قضى على امتيازاتهم، وثانيهما أنه أفسد زوجاتهم؛ وطلق بمبي زوجته لاتصالها بقيصر، ولم تكن كراهية كاتو الشديدة له منبعثة عن أسباب فلسفية خالصة بل كان من أسبابها أن أختاً له غير شقيقة تدعى