أيام، أعلن أن قيصر عدو الشعب إذ لم يتخل عن القيادة قبل اليوم الأول من شهر يوليا. وفي أول عام ٤٩ قرأ كوريو Curio على المجلس رسالة من قيصر يعلن فيها استعداده لتسريح جيشه كله عدا فيلقين اثنين إذا سمح له بأن يظل والياً على غالة حتى عام ٤٨، ولكنه أفسد هذا العرض بأن أضاف إليه أنه يرى في رفضه إعلاناً للحرب عليه. ودافع شيشرون عن هذا الاقتراح، ووافق عليه بمبي، ولكن القنصل لنتولس Lentulus تدخل في الأمر وأخرج كوريو Curio وأنطونيوس نصيري قيصر من المجلس (٢٦)، وبعد نقاش طويل أصدر المجلس على كره منه وبإلحاح لنتولس وكاتو ومارسلس إلى بمبي أمراً وسلطة "يعمل بهما على ألا تصاب للدولة بسوء". وتلك عبارة رومانية معناها الدكتاتورية والحكم العسكري.
وتباطأ قيصر وتردد أكثر مما كانت عادته. فقد كان مجلس الشيوخ من الوجهة القانونية على حق فيما فعل، ولم يكن من حقه هو أن يعرض الشروط التي تعتزل بمقتضاها منصبه وقيادته. وكان يعرف أن الحرب الأهلية قد تثير الفتنة في غالة وتخرب إيطاليا بأجمعها، ولكنه كان يعلم أيضاً أن استسلامه معناه إسلام الإمبراطورية للعجز وللرجعية، وترامي إليه في أثناء تفكيره أن صديقاً من أقرب الأصدقاء إليه ومن أقدر مؤيديه وهو تيتس لبيينس Titus Labienus قد انشق عليه وانضم إلى بمبي، فما كان منه إلا أن استدعى الفيلق الثالث عشر، أكثر فيالقه ولاء له وأحبها إلى قلبه، وعرض المر كله على رجاله. وكانت أول كلمة نطق بها أمامهم وهي "زملائي الجنود. Commilitones" كافية لكسب قلوبهم، ولم يكونوا ينكرون عليه حقه في استعمال هذا اللفظ لأنهم رأوه من قبل يشترك معهم في الصعاب ويتعرض معهم للأخطار، وكثيراً ما شكوا هم أنفسهم من أنه يجازف بحياته ويعرضها للخطر فوق ما يجب. وكان هو على الدوام يخاطبهم بهذا اللفظ بدل اللفظ المقتضب الجاف الذي كان ينطق به من هم أقل منه مجاملة