أن يعود بهم إلى ساحة القتال، ولكنه رأى من الحكمة أن يرتد إلى تساليا ليستريحوا فيها بعض الوقت.
واستقر رأي بمبي وقتئذ على القرار الذي قضى على حياته. فقد أشار عليه أفرانيوس Afranius أن يعود إلى إيطاليا الخالية من وسائل الدفاع ويستولي عليها؛ ولكن معظم مستشاريه ألحوا عليه أن يطارد قيصر ويقضي عليه. وبالغ الأشراف الذين كانوا في معسكر بمبي فيما أحرزه من النصر في درهشيوم وظنوا أن القضية الكبرى قد فصل فيها في ذلك المكان. وهال شيشرون- وكان قد انضم إليهم آخر الأمر- أن يسمعهم يتنازعون فيما سيعود على كل منهم بعد أن يعودوا إلى ما كانوا فيه، وأن يرى ما يتقلبون فيه من الترف وهم في ميدان القتال، فقد كان الطعام يقدم لهم في صحاف من الفضة، وكانت خيامهم مفروشة بالطنافس الوثيرة تزينها الصور الرائعة وطاقات الزهر الجميلة.
وكتب شيشرون في ذلك يقول:
"وكان البمبيون، ما عدا بمبي نفسه، يحاربون بوحشية شديدة، وينطقون في أحاديثهم بمبادئ القسوة، حتى كان الرعب يستولي عليَّ إذا ما فكرت في نصرهم … إنهم قوم ليس فيهم ما هو خير إلا قضيتهم .. لقد كانوا يفترضون أن يعدم أعداؤهم جملة لا أفراداً متفرقين .. وقدر لنتلس نفسه أن يستولي على بيت هورتنسيوس وعلى حدائق قيصر وباياني"(٣٨).
وكان بمبي نفسه أميل إلى التريث وعدم الاشتباك في معركة فاصلة، ولكنه اضطر إلى اعمل برأي مستشاريه لما أن عيروه بالجبن والخور، فأصدر أمره بالزحف.
ودارت رحى المعركة الفاصلة في فارسالس في اليوم التاسع من شهر أغسطس عام ٤٨ ق. م، وكانت معركة طاحنة دام فيها القتال حتى نهايتها المريرة. وكان