موفور، ومل فجأة حياة الفضيلة والسلم، فأعاد أكتافيا إلى رومه وطلب إلى كليوبطرة أن تقابله في أنطاكية. وجاءت إليه كليوبطرة بعدد قليل من الجنود، ولكنها عارضت في مشروعاته الضخمة الواسعة، ويبدو أنها لم تعطه من مالها الكثير إلا النزر اليسير. وزحف أنطونيوس على بارثيا بمائة ألف جندي (٣٦)، وحاول عبثاً أن يستولي على قلاعها، وفقد نحو نصف رجاله في تقهقر يدل على منتهى الجرأة والبطولة مدى ثلاثمائة ميل في بلاد معادية له. وضم أرمينيا إلى الإمبراطورية الرومانية في أثناء تقهقره، وأقام لنفسه موكب نصر، وصدم مشاعر الإيطاليين صدمة عنيفة بإقامة هذا الموكب في الإسكندرية ثم أرسل رسالة طلاق إلى أكتافيا (٣٢)، وتزوج كليوبطرة، وثبتها هي وقيصريون حاكمين معاً على مصر وقبرص، وخلع الولايات الشرقية من الإمبراطورية على ابنه وابنته من كليوبطرة. وإذ كان يعرف أنه لابد أن يسوي الأمور بينه وبين أكتافيا في القريب العاجل أطلق لنفسه العنان في اللهو والترف. وشجعته كليوبطرة على أن يغامر آخر مغامرة في سبيل السلطة العليا، وساعدته على حشد جيش وأسطول، وأقسمت له بقسمها المحبب إليها أنها واثقة من النصر وثوقها بأنها ستتولى الحكم في الكبتول يوماً من الأيام (١٣).