التي تجلس تحتها؛ وإذا نظرت إلى الصلب تثلم حده، وإلى العاج ذهب لمعانه وصقله؛ وإذا سقطت على ثول من النحل مات من فوره" (٩٢). وهو لا يؤمن بالتنجيم ولكنه يملأ صفحات من كتابه بالحوادث "المنذرة" المستمدة من مظاهر الشمس والقمر (٩٣). كقوله: "حدث في عهد قنصلية م. اسليوس M. Acilius وفي عهود أخرى كثرة أن أمطرت السماء لبناً ودماً" (٩٤)، وإذا ما ذكرنا ان هذا الكتاب هو وكتاب المسائل لسنكا أهم ما خلفه الرومان للعصور الوسطى من علم التاريخ الطبيعي، ثم فاضلنا بينهما وبينما يماثلهما من كتب أرسطو وثيوفراطس وبين عقلية هذين الرجلين وقد عاشا قبل عهد بلني وسنكا بأربعمائة عام، إذا ما فعلنا ذلك بدأنا نشعر بالمأساة المروعة مأساة موت الثقافة موتاً بطيئاً. لقد فتح الرومان العالم اليوناني، ولكنهم خسروا قبل فتح أثمن تراث في العالم.