نباتي السكران Jusquiamus، و "ست الحسن" Belladonna في إنسان العين. وفي الكتاب أيضاً فصول قيمة عن التصوير والنحت تعد أقدم وأهم ما وصل إلينا من وصف الفن القديم.
ولم يقنع بلني بدراسة التاريخ الطبيعي، بل أراد بعد ذلك أن يكون فيلسوفاً، ولذلك تراه ينثر في جميع صحف كتابه معلومات عن الآدميين. ويرى ان حياة الحيوان أفضل من حياة الإنسان لأنها "لا تفكر قط في المجد أو المال أو المطامع أو الموت"(٨٥)، ولأن في وسعها ان تتعلم دون حاجة إلى معلم، وأنها لا تضطر إلى ارتداء الملابس، ولا تشن الحرب على أبناء جنسها، وهو يقول إن اخترع النقود كان ضربة قاضية على سعادة بني الإنسان، فهي التي أوجدت الربا، وبه استطاع بعض الناس أن يعيشوا من كد غيرهم، دون أن يقوموا بعمل ما (٨٧). وكانت نتيجة ذلك ان وجدت الضياع الواسعة التي يمتلكها الكبراء الغائبون عنها، وان حلت المراعي محل الزراعة فجر ذلك على الأهلين الخراب والدمار. ويقول بلني إن الحياة تجلب للإنسان من الحزن والألم أكثر مما تجلبه من السعادة، وان الموت والنعمة الكبرى (٨٨)، وان ليس شيء قط وراء الموت.
وكتاب التاريخ الطبيعي أثر خالد لجهل الرومان، ففيه يجمع بلني الخرافات والتنبؤات، ورقى الحب، والعلاج بالسحر، ويجدّ في جمعها كجده في غيرها من المعلومات. ويلوح انه يؤمن بمعظمها، فهو يضن مثلاً ان في مقدور الإنسان-وخاصة إذا كان صائماً-أن يقتل الأفعى إذا بصق في فمها (٨٩). "ومن المعروف جيداً ان إناث الخيل تحمل في في لوزنانيا Lusitania بفعل ريح الشمال (٩١). وهي مسألة غفل عنها شلي Shelley في أغنيته. ويندد بلني بالسحر ولكنه يقول لنا انه "إذا أقبلت المرأة الحائض حَمض عصير العنب وفسدت البذور التي تلمسها فلا تنبت، وسقطت الثمار من الشجرة