للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو إناثاً طبقاً لإرادتنا: "فإذا أردت أن تكون صغارها إناثاً فلتولي الأم وجهها نحو الشمال في أثناء الوثب" (٧٦). وله أثنا عشر كتاباً عجيباً في الطب، أي في القيمة العلاجية لمختلف المعادن والنباتات، فالكتب المرقومة من ٢٠ إلى ٢٥ كلها في النباتات الرومانية، التي انتقلت من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة، وأضحت بداية المعلومات النباتية في الطب الحديث. وعنده علاج لكل شيء من السُّكر والبَخَر (٧٧) إلى "آلام العنق" (٧٨). ويصف بعض منبهات الغريزة الجنسية (٧٩). ويحذر النساء من العطس بعد الجماع خشية ان يجهضن لساعتهن، قبل ان يقمن من مقامهن (٨٠). ويصف الجماع علاجاً للتعب، وبحة الصوت، وآلام الحقوين، وضعف البصر، والاكتئاب، واختلال القوى العقلية (٨١).

وقصارى القول أن في هذا الكتاب دواء لكل داء وانه من هذه الناحية يضارع ما قاله الأسقف بيركلي في فوائد ما القطران. ولكننا نجد في وسط هذا الهراء كثيراً من المعلومات النافعة وخاصة ما كان منها متصلاً بالصناعات القديمة والأخلاق والعقاقير، وفيه إشارات طريفة لعقيدة التأسل في الوراثة Atavism (١) وإلى الزيت المعدني، وإلى تغيير الشخص بعد مولده من ذكر إلى أنثى أو العكس.

ويحدثنا مسيانس Muscianus انه رأى في أرجوس Argos يوما من الأيام شخصاً كان يسمى وقتئذ أرسكون Arescon ولكنه كان يسمى قبل أرسكوزا Arescusa؛ وان هذا الشخص تزوج من قبل برجل، ولكنه لم يلبث ان نبتت له لحية، وبعض خصائص الذكران الأخرى، وانه اتخذ لنفسه بعدئذ زوجة (٨٢). ونجد في مواضيع متفرقة من الكتاب بعض إشارات قيمة. من ذلك أن هلمي Hilmy (١٨٠٠) حين قرأ في كتاب بلني فقرة (٨٣) عن استخدام عصير اللبين (Anagalis) قبل عملية الكتركتا (إظلام العين) (٨٤) حمله ذلك على أن يبحث عن مفعول


(١) ويقصد بها الوراثة التي تتخطى بعض الطبقات وتظهر فيما بعدها أو العودة إلى الجد الاكبر وتسمى أحيانا "الرجعة" (المترجم).