من ضمير أو ذوق سليم. وقد ندد بهم بترونيوس Petronius أشنع تنديد في تريملكيو، وسخر سنكا، وان يكن أقل من بترونيوس حدة، بالأثرياء المحدثين الذين يبتاعون مجاميع مزينة من الكتب ولكنهم لا يقرأونها أبداً (٥٤). وأكبر الظن ان بعض هذا الهجاء كان رد فعل مبعثه غيرة طبقة من الناس رأت ان ما كانت تختص به من استغلال الناس والاستمتاع بضورب الترف والملاذ قد أخذ يعتدي عليه هؤلاء المحدثون، ولم يكن في وسعها أن تصفح عن أولئك الذين قاموا يشاركونها في أموالها وسلطانها.
وما من شك في ان ما لقيه المحررون منن نجاح قد بعث بعض السلوى والأمل في نفوس تلك الطبقة التي كانت تقوم بمعظم الأعمال اليدوية في إيطاليا. وقد قدر بلوك Peloch عدد العبيد في رومة حوالي سنة ٣٠ ق. م بما يقرب من ٤٠٠. ٠٠ أي نحو نصف عدد سكانها جميعاً، وقدر عددهم في إيطاليا بنحو ١. ٥٠٠. ٠٠٠. وإذا جاز لنا أن نصدق ثرثرة أثينوس فان بعض الرومان كان يمتلك الواحد منهم ٢٠. ٠٠٠ عبد (٥٥). ومن أكبر الشواهد على كثرتهم أن مجلس الشيوخ قد رفض اقتراحاً عرض عليه يرمي إلى إلزام العبيد بأن يلبسوا زياً خاصاً، وكان سبب الرفض خوف المجلس أن يدركوا بذلك كثرة عددهم. وقدر جابينوس نسبة العبيد إلى الأحرار في برجموم Pergamum حوالي سنة ١٧٠ م بواحد إلى ثلاثة أي ٢٥%، وأكبر الظن ان نسبتهم في المدن الأخرى لم تكن تختلف كثيراً عن هذه النسبة (٥٦). وكان ثمن العبد يختلف من ٣٣٠ سترس يبتاع بها من يعمل في الضياع، إلى سبعمائة ألف (١٠٥. ٠٠٠ ريال أمريكي) التي ابتاع بها ماركس أسكورس Marcus Scaurus دفنيس Daphnis النحوي (٥٧). وكان متوسط ثمن العبد في الوقت الذي نتحدث عنه ٤٠٠٠ سسترس (٤٠٠ ريال)، وكان ثمانون في المائة من العمال في الصناعة وفي تجارة الأشتات من العبيد، كما كانت معظم الأعمال اليدوية والكتابية في المصالح