الحكومية يؤديها "عبيد عوميون" Servi Publici. أما عبيد المنازل فكانوا أنواعاً لا حصر لها، كما كانت مراكزهم وأعمالهم كثيرة متنوعة: كانوا يقومون بخدمة سادتهم، وكانوا صناعً يدويين، ومعلمين خصوصيين، وطهاة وحلاقين، وموسيقيين، ونساخين، وأمناء مكاتب، وفنانين، وأطباء، وفلاسفة وخصياناً، وغلماناً حساناً أقل ما يقومون به من الأعمال أن يكونوا سقاة، ومقعدين يسلون سادتهم بأجسادهم المشوهة. وكانت في رومة سوق خاصة يستطيع الإنسان أن يبتاع فيها عبداً أعرج، وأقطع الذراع، أو ذا أعين ثلاث، أو طويلاً مفرطاً في الطول، أو قزماً أو خنثي (٥٨). وكان عبيد المنازل يضربون أحياناً وأحياناً يقتلون، وقد قتل والد نيرون عبيده لأنهم أبوا أن يشربوا من الخمر القدر الذي يرغب فيه (٥٩). ويصف سنكا في فقرة له غاضبة "العذراء الخشبية وغيرها من آلات التعذيب، والجب وغيره من السجون، والنيران التي كانت توقد في الحفر حول أجسام المساجين، والخطاطيف التي كانت تجر بها جثثهم، والأغلال الكثيرة الأنواع، وضروب العقاب المختلفة، واقتلاع الأعضاء وكي الجباه". ويلوح أن هذه كلها كان يلقاها عبيد المزارع. ويصف جوفنال سيدة كان عبيدها يضربون واحداً بعد واحد أثناء تصفيف شعرها، ويصور أوفد سيدة أخرى تدفع دبابيس الشعر في ذراعي خادمة لها، ولكن هذه القصص يبدو عليها أنها من اختراع الأدباء، ومن واجبنا أل نعدها من الحقائق التاريخية المقطوع بصحتها.
ونحن معرضون لخطأ المبالغة في قسوة الماضي لنفس السبب الذي يحملنا على المبالغة في جرائم الحاضر وفساد أخلاقه ـ ذلك بأن ندرة القسوة تجعلها طريفة مستملحة. والحق ان متاعب عبيد البيوت أيام الإمبراطورية قد أخذت تقل شيئاً فشيئاً على أثر قبولهم أعضاء في الأسر التي كانوا يخدمونها، وبالإخلاص المتبادل بينهم وبين سادتهم، وبالعادة الطريفة عادة أن يقوم