وقد وجد الزعماء الشعبيون على اختلاف طبقاتهم في آخر قرن من حياة الجمهورية أن في وسعهم أن يقنعوا هذه المنظمات بأن يقترع أفرادها على بكرة أبيهم للمرشح الذي يقدم لها المال. وبهذه الطريقة أصبحت أدوات سياسية في أيدي الأشراف، وأصحاب المال، والمتطرفين من السياسيين، وكان لتنافسها في الفساد اكبر الأثر في القضاء على الديمقراطية الرومانية. وقد حرم قيصر وجودها ولكنها بقيت رغم هذا التحريم، وحلها أغسطس كلها إلا عدداً قليلاً من المنظمات النافعة، وعاد تراجان فحرم وجودها، ثم سمح أورليوس بوجودها، وما من شك في أنها ظلت قائمة طوال هذه العهود كلها داخل نطاق القانون أو خارجة عنه، ثم امست في آخر الأمر مسالك دخلت منها المسيحية إلى البلاد وتغلغلت في حياة رومة.