في تزييف التحف الفنية، فكانوا يقلدون ما صنع منها في عصر من العصور القديمة التي يرغب الناس في اقتناء مخلفاتها (٩). وكان أهل القرن الأول قبل الميلاد يخدعون بسهولة في هذه المخلفات، لأنهم كغيرهم من الأغنياء المحدثين يميلون إلى تقويم الأشياء حسب أثمانها وندرتها، بدل أن يقوموها حسب جمالها ومنافعها. ولما أضحى الثراء من غير المميزات في عهد الإمبراطورية صلحت أذواق الناس وجاء حب الجمال والجودة الحقة إلى آلاف عدة من الأسر بالآنية الرقيقة والتحف الجميلة التي لم يعرف أمثالها في مصر وأرض الجزيرة واليونان إلا عدد قليل من الناس. وكان شأن الفن في الزمن القديم كشأن المنتجات الصناعية في هذه الأيام. نعم إن الناس لم يكونوا ينعمون بالمنتجات الكثيرة النافعة التي تخرجها آلاتنا في هذه الأيام، ولكنهم كان في وسعهم، إذا شاءوا، أن يحيطوا أنفسهم شيئاً فشيئاً بالتحف التي عنى الفنانون أشد العناية بصنعها وصقلها، والتي كانت تهب ما يقتنيها كل ما تهبه الروائع الفنية الجميلة من أسباب السعادة الخفية الهادئة.