أشار فتروفيس باستعمال هذا النظام الإشعاعي ولكن الرومان ظلوا يخططون مدنهم على النظام المربع نظام معسكراتهم. ومما يؤثر عنه أنه حذّر إيطاليا من أن الماء الذي تشربه في كثير أجزائها يؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية، وقال إن التسمم قد ينتج من الاشتغال بالرصاص، وفسر الصوت بأنه حركة اهتزازية في الهواء، وكتب أول بحث باق حتى الآن في علاقة هندسة البناء بالأصوات. وقد كان لكتابه الذي كشف من جديد في عصر النهضة أعمق الأثر في ليوناردودافنشي، وبلاديو Palladio وميكل أنجلو.
ويقول فترفيوس إن الرومان يبنون بالخشب والآجر، والجبس الناعم والمسلح والحجر والرخام. وكان الآجر المادة الشائعة الاستعمال في الجدران، والعقود والأقواس، وكثيراً ما كان يستعمل هو والجبس لتغطية الملاط. وكان الآجر يصنع من الرمل، والجير، وتراب الرخام، والماء، ويصقل صقلاً جيداً ويوضع طبقات بعضها فوق بعض، يصل سمكها في بعض الأحيان إلى ثلاث بوصات. ومن أجل هذا استطاع ذلك الآجر أن يحتفظ بشكله تسعة عشر قرناً كما نشاهد ذلك في الكلوسيوم أما المسلح فلم تبلغ أمة من الأمم إلى وقتنا هذا ما بلغه الرومان في صنعه واستخدامه، فقد كانوا يأخذون الرماد البركاني الكثير بقرب نابلي، ويخلطونه بالجير والماء، ويضعون فيه قطعاً من الآجر، والفخار، والرخام، والحجارة، ويخرجون منها منذ القرن الثاني قبل الميلاد ملاطاً في صلابة الصخور، يمكن أن يصعب في أي قالب، ولا يكاد يستعصي عليه أي شكل يراد أن يشكل به. وكانوا يصبونه كما نصبه الآن في أحواض مصنوعة من ألواح خشبية. وبفضله استطاعوا أن يغطوا مسافات كبيرة لا عمد فيها بقباب صلبة خالية من الأكتاف الجانبية التي تحمل السقف المقوس. وهذه هي الطريقة التي شادوا بها قمة البانثيون، وقمم الحمّامات الكبرى. واستخدمت الحجارة في تشييد معظم الهيكل وبيوت الكبراء، وكان من أنواعها نوع نصف شفاف يستخرج من