قطعة بعد قطعة وهو معلق في الصليب. ويصف مارتيال هذا المنتظر وصف المعجب به الراضي عنه (١١٢).
وكانت أروع الحادثات في هذه الألعاب هي قتال الرجال المسلحين، إما في صورة مبارزات فردية أو معارك جماعية. وكان المتقاتلون في هذه الحالة من أسرى الحروب، أو المجرمين المذنبين، أو العبيد العاصين. وكان حق المنتصرين في أن يقتلوا أسراهم من الحقوق المعترف بها عادة في العهود القديمة جميعها، ومن أجل هذا كان الرومان يرون أنهم رحماء كرام حين يتيحون لأسراهم فرصة ينجون فيها من الموت بإرسالهم إلى المجتلد. كذلك كان المحكوم عليهم في الجرائم الكبرى يرسلون من كافة أنحاء الإمبراطورية إلى رومة، فيلحقون بمدارس المجالدين ولا يلبثون أن يظهروا في الألعاب، فإذا ما أظهروا في الصراع شجاعة نادرة فقد يحررون من فورهم. وأما إذا نجوا من القتل من غير أن يظهروا هذه الشجاعة فكانوا يرغمون على القتال مرة بعد مرة في الأعياد والمواسم المتوالية؛ فإذا ظلوا أحياء ثلاث سنين استبدل الاسترقاقي بالإعدام؛ وإذا ما أرضوا سادتهم عامين نالوا حريتهم. وكانت الجرائم التي يحكم على مرتكبيها بحياة المجالدين مقصورة على القتل، والسرقة، والتسميم، وتدنيس الأماكن المقدمة، والتمرد؛ ولكن حكام الأقاليم المجدين كانوا يحرصون في بعض الأحيان على سد حاجة الأباطرة إلى أمثال هؤلاء الناس، فيتخطون هذه القيود إذا نقص عدد المجالدين (١١٣). وكان الفرسان وأعضاء مجلس الشيوخ أنفسهم يحكم عليهم أحياناً بأن يقاتلوا في المجتلد؛ بل إن شهوة الثناء وحب التصفيق كانت في بعض الأحيان تدفع أفراداً من طبقة الفرسان لأن يتطوعوا لهذا القتال مختارين، ومن الناس عدد غير قليل كانوا بدخول مدارس المجالدين حباً في المغامرة ومغالبة الأخطار.
وقد وجدت هذه المدارس في رومة من عام ١٠٥ ق. م. وكان فيها أربع مدارس من هذا النوع في عهد الإمبراطورية، عدا ما كان منها في