وكنت أتوقع أن أرى بعض ما يبعث السرور أو الفكاهة أو يروح عن النفس بعض متاعبها … وتستطيع عين الإنسان أن تستريح به من رؤية المجازر التي تذهب فيها حياة أخيه الإنسان … ولكني رأيت عكس هذا … إن هؤلاء المحاربين في وقت الظهيرة يخرجون وليس عليهم دروع من أي نوع كان، أجسامهم معرضة للطعنات، في كل جزء من أجزائها، فكل طعنة تصيبهم في الصميم … إنهم في الصباح يلقون الناس أمام الآساد، أما في الظهيرة فيقذف بهم أمام النظارة، فترى الجماهير تطلب إلى المنتصر الذي قتل خصيمه أن يقاتل الرجل الذي سوف يقتله، ويحتفظ بالمنتصر الأخير ليُقتل قتلة أخرى … وهذه الأمور وأمثالها تحدث والمقاعد تكاد تكون خالية … إن الآدمي الذي لا يحل للإنسان قتله، يقتل لعباً ولهواً وجلباً للمسرة" (١٢٢).