بزيادة مال الألمنتا Alimenta أي المال المخصص للإطعام. وتفصيل هذا أن الدولة كانت تقدم عروضاً عقارية بسعر ٥% (وهو نصف السعر العادي وقتئذ) للزراع الإيطاليين، وأجازت للجان الصدقات المحلية أن توزع ما يتجمع من فوائد هذه القروض على الفقراء من الآباء بمعدل ستة عشر سسترساً (١. ٦ ريال أمريكي) كل شهر لكل ولد ذكر، وأثني عشر سسترساً لكل بنت. وقد يبدو هذا المبلغ صغيراً، ولكن الشواهد الباقية من ذلك العصر تدل على أن مبلغاً يتراوح بين ١٦ سسترساً وعشرين كان يكفي لرعاية طفل مدة شهر في ضيعة من ضياع إيطاليا أثناء القرن الأول (١٠). وقد بعثه هذا الأمل نفسه لأن يجيز لأطفال رومة أن يحصلوا على إعانات من القمح زيادة على ما يحصل عليه آباؤهم منه. وقد وسع هدريان والأنطونيون نطاق نظام الإطعام هذا حتى شمل عدة أجزاء من الإمبراطورية، يكمله الإحسان القروي. ومن أمثلة هذا النوع الأخير ما أخرجه بلني من ماله لهذا الغرض إذ تبرع من ماله للألمنتا بثلاثين ألف سسترس لتوزع على أطفال كومم Comum، وأوصى كيليا مكرينا Caelia Macrina بمليون سسترس لمثل هذا الغرض لتنفق على أطفال تراسينا Terracina في أسبانيا.
وكان تراجان، مثل أغسطس، يفضل إيطاليا على الولايات، ويفضل رومة على إيطاليا نفسها. وقد انتفع إلى أقصى حد بعبقرية أبلودورس ومهارته في العمارة. وكان أبلودورس هذا يونانياً من أهل دمشق خطط الطرق وقنوات مياه الشرب الجديدة وجسر نهر الدانوب. ثم كلفه الإمبراطور وقتئذ بأن يزيل طائفة كبيرة من البيوت، ويقطع مائة وثلاثين قدماً من قاعدة التل الكويرينالي Quirinal، وينشئ في الفضاء الناشئ من إزالتها والفضاء المجاور لها سوقاً جديدة تعادل مساحتها مساحة الأسواق السابقة كلها مجتمعة، ويحيط هذا السوق بمباني فخمة جديرة بعاصمة العالم التي بلغت في عهده أوج سلطانها وثرائها. وكان المدخل الموصل إلى هذه السوق الجديدة هو قوس نصر تراجان. وكانت مساحتها ٣٧٠