الرواقي لا الأفلاطوني لهذا اللفظ. وقال يحذر نفسه:"لا تؤمل قط أن تقيم جمهورية أفلاطون. وحسبك أنك أصلحت أحوال البشر إلى حد ما، ولا تظن أن هذا الإصلاح أمر قليل الخطر. ومنذا الذي يستطيع تغيير آراء الناس؟ وإذا لم تستطع تغيير عواطفهم، فإنك لا تستطيع أن تجعل منهم إلا عبيداً متمردين ومنافقين متلونين". وكان قد تبين أن الناس لا يرغبون كلهم أن يكونوا قديسين أطهاراً، ووطن النفس على أن يعيش في عالم مليء بالخبث والفساد، ومن أقواله في هذا:"إن الآلهة المخلدين يرضون أن يصبروا آجالاً طوالاً على هذه الكثرة من الأشرار وعلى ما ترتكبه من آثام كثيرة، دون أن يغضبوا، بل إنهم يحيطون هؤلاء الأشرار بالنعم الموفورة، فهل يليق بك على قصر أجلك أن يسرع إليك الملل؟ "(٤٨): وقد وطد العزم على أن يعتمد على القدوة الحسنة لا على سطوة القانون، فجعل نفسه بالفعل خادماً للدولة، وأخذ على عاتقه جميع أعباء الإدارة والقضاء، بما في ذلك القسم الذي وافق لوسيوس على أن يتحمله ولكنه أهمله؛ ولم يسمح لنفسه بشيء من الترف، وعامل الناس جميعاً معاملة الزملاء لا أكثر ولاأقل، وأنهك نفسه بكثرة العمل بأن يسر للناس مقابلته. ولم يكن ماركس بالسياسي العظيم، فقد أنفق كثيراً من أموال الدولة في الهبات النقدية التي كان ينفح بها الشعب والجيش، ومنح كل فرد من أفراد الحرس البريتوري عشرين ألف سسترس. وزاد عدد الذين كان من حقهم أن يطلبوا الحبوب من غير ثمن، وأكثر من الألعاب الباهظة النفقة، وأعفى الناس والولايات من كثير من الضرائب والجزية المتأخرة. لقد كان هذا كرماً له سوابقه، ولكنه كان عملاً غير حكيم في وقت كانت الثورات والحروب تهدد الدولة تهديداً لا يخفى على عين الحاكم البصير، وكانت نيرانها مشتعلة بالفعل في كقير من الولايات وعلى أطراف الحدود العظيمة الأمداد.
وواصل ماركس ذلك الإصلاح القانوني الذي بدأه هدريان وبذل في ذلك الإصلاح كثيراً من الجد والنشاط. فزاد أيام جلسات المحاكم، وقصر آجال