للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الفرار. وكان يسمح للزوجة أن تجهض نفسها إذا شاءت (٥٨)، ولكنها كانت في العادة امرأة ولوداً. وكان يندر وجود رجال بلا أبناء ولهذا لم تكن عندهم وصايا، وكان المفروض أن أملاك الأسرة يرثها الولد عن أبيه جيلاً بعد جيل (٥٩).

وكان السكان يتألفون من أربع طبقات: (١) طبقة المقيدين - وبعضهم عبيد وكثرتهم من أفنان الأرض المرتبطين بها. والمفروض عليهم أن يؤدوا التزاماتهم للمالك من غلتها. (٢) والمحررين - وهم المستأجرون الذين لا يتمتعون بحقوق سياسية. (٣) والأحرار - وهم الملاّك والمحاربون. (٤) والأشراف - وهم ملاّك الأراضي الذين تتصل أنسابهم بالآلهة، ولكنهم يقيمون سلطتهم على أساس أملاكهم الموروثة وحرسهم الخاص (Comites أي الرفاق، ومنها اشتقت كلمة كونت). وكانت الجمعية القبلية تتألف من الأشراف، ورجال الحرس، والأحرار، يأتون إليها مسلّحين، ويختارون الزعيم أو الملك، ويوافقون على ما يُعرض عليهم من اقتراحات بضرب الحراب بعضها ببعض، أو يرفضونها بزمجرة كثرة الحاضرين. وكان بعض أفراد الطبقتين الثانية والثالثة يشتغلون بالصناعات اليدوية والمعدنية التي برع فيها الألمان، أما الطبقة الرابعة فكان منها النبلاء والفرسان، وهي التي أنشأت نظام الفروسية في ألمانيا الإقطاعية.

ولم يُضف إلا القليل من البناء الثقافي فوق هذا النظام الاجتماعي الساذج. ولم يكد الدين وقتئذ ينتقل من عبادة الطبيعة إلى عبادة الأرباب المجسّدة في صورة الآدميين. ويسمى تاستس آلهتهم: المريخ Mars، وعطارد Mercury، وهرقل Hercules - والراجح أن الأسماء الحقيقية لهذه الآلهة هي تيو Tiu (تير Tyr) ووودن Woden (أو ودن Odin) ، ودونار Donar (تور)، ولا تزال أربعة أيام من كل أسبوع تخلد ذكراها هي وفريا Freya إلهة الحب، على غير علم منا، وكانت لهم إلهة عذراء (هرثا Hertha) (الأم الأرض). التي حملت من أحد أرباب السماء، كما أن كل حاجات الإنسان وكل ما يخطر بباله كانت تؤديه طائفة