للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحكمة ما يكفي لإسعاده، وينصحنا بأن علينا أن نحمد الله على ما في الحياة من بركات ونعم عادية وألا نجعل دوامها سبباً في قلة ابتهاجنا بها:

"يجب علينا ألا ننسى تلك النعم وأسباب الراحة التي نشترك فيها مع الكثيرين من الناس، بل يجب … أن نبتهج لأننا نعيش، وأننا أصحاء الأجسام، وأننا نبصر ضوء الشمس … أليسَ من واجب الرجل الصالح أن يعدُّ كلَّ يومِ عيداً … ذلك بأن العالم هو أجلّ المعابد وأجدرها بسيدها. في هذا المعبد يدخل الإنسان وقت مولده، ولا تستقبله فيه تماثيل ساكنة من صنع الأيدي، بل تستقبله مخلوقات أظهرها العقل الإلهي لحواسنا … من بينها الشمس، والقمر، والنجوم، والأنهار التي لا تنفكّ تصبّ الماء العذب صبّاً، والأرض التي تخرج الطعام … وإذا كانت هذه الحياة هي أكمل إعداد لأسمى العبادات الدينية، فإن علينا أن نكون على الدوام ممتلئين غبطة وبهجة".