للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو شوط في السباق (١٣). وظلّت الألعاب القديمة النيميّة Nemean والبرزخية، والبيثية Pythian، والأثينية الجامعة تقام باستمرار، وأضيفت إليها ألعاب جديدة كالألعاب الهلينية الجامعة التي أقامها هدريان، وكان الكثير منها يشتمل على مباريات في الشعر أو الخطابة أو الموسيقى. فها هي ذي شخصية من شخصيات لوشيان تسأل: ألا نستطيع أن نسمع الموسيقى اليونانية القديمة في الاحتفالات العظيمة؟ (١٤) وأدخلت الجالية الرومانية التي استوطنت كورنثا قتال المجالدين في هذه الألعاب وما لبث هذا القتال أن انتشر من مورنثا إلى غيرها من المُدن حتى تدنّس ملهى ديونيثس نفسه بهذه المذابح. واحتجّ كثيرون من اليونان - ديوكريسستم، ولوشيان، وأفلوطرخس - على هذا التدنيس، وتقدّم دمناكس Demonax، الفيلسوف الكلبي إلى الأثينيين يرجوهم ألا يسمحوا بهذه البدعة قبل أن يهدموا مذبح إلهة الرحمة في أثينة (١٥)، ولكن الألعاب الرومانية ظلّت تقام في بلاد اليونان حتى انتشر الدين المسيحي وكانت له السيادة في تلك البلاد.

وكانت إسبارطة وأرجوس لا تزالان يسري فيهما دم الحياة إلى حدٍّ ما، وأثرت أبدورس من مال زوّارها مرضى الأجسام والنفوس الوافدين إلى ضريح أسكلبيوس. ولم يَكَد يمضي على كورنثة، بعد أن أعاد قيصر بناءها، نصف قرن من الزمان حتى أضحت لحسن موقعها على البرزخ المسمى بإسمها أغنى المُدن في بلاد اليونان. وكان يسكنها خليط من الرومان، واليونان، والسوريين، واليهود، والمصريين انتزع معظمهم من بلادهم ومن أخلاقهم الأولى، وعرفوا بنزعتهم التجارية والأبيقورية، وبفسادهم الخلقي. وكان هيكل أفرديتي بنديوس القديم سوقاً ذات تجارة رائجة ومركزاً للدعارة الكورنثية. ويصف أبوليوس Apuleius حفلة راقصة فخمة شهدها في كورنثا مُثّلت فيها محاكمة باريس "ظهرت فيها فينوس عارية الجسم إلا من شعار حريري رقيق يغطّي خصرها النحيل الجميل، وحتى هذا الشعار كانت الريح تعبث به فتدفعه تارة إلى اليمين وتارة إلى