فأما بانيتيوس Panaetius فإنه عاد إلى أثينة بعد موت سبيو (١٢٩ ق. م) وأصبح
وقتئذ رئيس الاستوا Stoa، وعرّف الله بأنه روح مادية أو نفس مادي (pneuma) ، يسري في الأشياء جميعها، ويظهر في الثبات في صورة قوة النماء، وفي الحيوان على هيئة النفس psyche وفي الإنسان على هيئة العقل logos وقد تطور هذا المذهب الغامض مذهب وحدة الله والكائنات إلى فلسفة أقرب إلى الفلسفة الدينية على أيدي خلفائه، واقتربت نظرية التأديب الأخلاقي الرواقية من الزهد الكلبي حتى أضحت الكلبية في القرن الميلادي ونيس بينها وبين الرواقية فارق إلا في ردائها المهلهل على حد قول أحد الكتاب. ونرى الحركتين كلتيهما تتقدمان نحو المسيحية على أيدي إبكتتس وماركس أورليوس.