وقرر مورينا Murena المبعوث الروماني في آسية أن يهاجمه قبل أن يشتد ساعده؛ فلما أن هزم مورينا في هذه الحرب المثرداتية الثانية (٨٣ - ٨١) لامه صلا على خرقه شروط المعاهدة وأعلن انتهاء الأعمال العدوانية. وبعد ثلاث سنين من ذلك الوقت أوصى نيقوميدس الثالث بيثينيا إلى روما، وأدرك مثر داتس أن مملكته نفسها ستبتلعها روما عن قريب إذا امتد سلطانها إلى حدود بفلجونيا وبنتس بعد أن سيطر على البسفور. وبذل في الحرب المثرداتية الثالثة (٧٥ - ٦٣) آخر جهوده، وحارب لوكلس وبمبي اثني عشر عاماً وغدر به أحلافه وأعوانه ففر إلى بلاد القرم، وحاول الجندي الشيخ، وكان وقتئذ في التاسعة والستين من عمره، أن يعد جيشاً يخترق به بلاد البلقان، ويغزو إيطاليا من الشمال، ولكن ابنه فرناسس شقّ عصا الطاعة عليه، وأبى أن يُساق إلى المغامرة؛ وحاول الملك بعد أن تخلى عنه الجيش أن ينتحر، ولكن السم الذي تجرّعه لم يكن له أثر فيه لما كان قد كسبه قبل من الحصانة، وكانت يداه أضعف من أن تضغط على النصل الذي أراد أن يقتل به نفسه، ثم أجهز عليه أصدقاؤه ومحاسبيه الذين أمرهم ولده أن يقتلوه بأن طعنوه بسيوفهم وحرابهم.