إذ يُفضلون المسيح على يهوه. وقد كان لكهنة المجوس يَد في القضاء على الأسرة الأرساسية لأنهم لم يلقوا من ملوكها المتأخرين ما كانوا يتطلّعون إليه من الرعاية.
ولما توفي ملكهم فلوجاسس الرابع (٢٠٩ م) تنازع ولداه فلوجاسس الخامس وأرتبانس الرابع على عرش المملكة. وانتصر أرتبانس في هذا النزاع ثم هزم الرومان في نزيب Nisibis. ودامت الحرب بين الإمبراطوريتين ثلاثة قرون ثم انتهت بانتصار البارثيين نصراً غير حاسم لأن سهول أرض الجزيرة كانت توائم خيّالة البارثيين أكثر مما توائم فيالق الرومان. ثم تورّط أرتبانس بعدئذ في حرب داخلية لقي فيها حتفه وأعلن أرتحشتر الشريف الإقطاعي في بلاد الفرس والذي غلبه على أمره ملك الملوك (١٢٧ م) وأسس الأسرة الساسانية. وعاد الدين الزرادشتي إلى سابق عهده، وبدأ في بلاد الفرس عهد من أعظم العهود التي مرّت بها في تاريخها الطويل.