مُسَلّميه وقاتليه، الذين أخذتم الناموس بترتيب ملائكة ولم تحفظوه" (١٢)(١).
وأثار هذا الدفاع القوي غضب السنهدرين فأمر بأن يُجر إلى خارج المدينة ويرجم بالحجارة. وكان شاب فارسي يدعى شاوول يساعد على هذا الهجوم؛ وبعد ذلك صار هذا الشاب ينتقل من بيت إلى بيت في أورشليم ويقبض على أتباع "الكنيسة" ويزجهم في السجن (١٣).
وفر اليهود المهتدون ذوو الأسماء والثقافة اليونانية الذين يتزعمهم اسطفانوس إلى السامر وإنطاكية وأنشئوا فيها جماعات مسيحية قوية. أما معظم الرسل الذين يبدو أنه سلموا من الاضطهاد لأنهم ظلوا يراعون الناموس، فقد بقوا في أورشليم مع المسيحيين الهوديين. وبينما كان بطرس يحمل الإنجيل إلى البلاد اليهودية صار يعقوب "العادل" "أخو الرب" رئيس الجماعة المقيمة في أورشليم بعد أن قل عددها ونقصت مواردها. وكان يعقوب يبشر بالناموس بكل ما فيه من صرامة، ولم يكن يقل عن الإسينيين تقشفاً وزهداً؛ فلم يكن يأكل اللحم، أو يشرب الخمر، ولم يكن له إلا ثوب واحد، ولم يقص شعره أو يحلق لحيته قط. وظل المسيحيون تحت قيادته سبعة أعوام لا يمسهم أذى. ثم حدث حوالي عام ٤١ أن قُتل رجل يدعى أنه يعقوب بن زبدي، فقبض على بطرس ولكنه فر. ثم قُتل يعقوب العادل في عام ٦٣. وبعد أربعة أعوام من ذلك الوقت ثار اليهود على روما. وأيقن المسيحيون المقيمون في أورشليم أن "نهاية العالم" قد دنت، فلم يأبهوا بالشؤون السياسية، وخرجوا من المدينة وأقاموا في بلاد الوثنية الضالعة مع روما والقائمة على الضفة البعيدة من نهر الأردن وافترقت اليهودية والمسيحية من تلك الساعو، فاتُّهم اليهود
(١) لا يبعد أن تكون خُطَب اصطفانوس، وبطرس، وبولس وغيرهم كما وردت في سفر أعمال الرسل من إختراع مؤلف هذا السفر كما جرت بذلك عادة المؤرخين الأقدمين.