(٢) يفسر آلاف من المسيحيين، ومنهم كثيرون من العاملين بها، اضطرابات هذه الأيام بأنها النذر المنبئة بقرب عودة المسيح. ولا يزال ملايين من المسيحيين وغير المسيحيين، والملحدين يعتقدون بأن ستكون على الأرض جنة تختفي منها الحروب والشرور. ويمكن تشبيه عقدتي النعيم في الدار الآخرة وجنة الدنيا بدلوين يتبادلان النزول في بئر إذا نزلت إحداهما ارتفعت الأخرى. فلما ضعف شأن الأديان اليونانية والرومانية القديمة، ثارت الاضطرابات الشيوعية في أثينة (٤٣٠ ق. م)، وبدأت الثورة في روما (١٣٣ ق. م). ولما أخفقت هاتان الحركتان نجحت العقائد القائلة بالبعث والنشور وبلغت ذروتها في الدين المسيحي؛ ولما أن ضعفت العقيدة المسيحية في القرن الثامن عشر بعد الميلاد عادت الشيوعية إلى الظهور. وعلى هذا الاعتبار يكون مستقبل الدين مضموناً لا خوف عليه.