ولما زار بوليكارب Polycarp، أسقف أزمير، مدينة روما حوالي عام (١٥٦) حاول أن يقنع أنتسيتس Anticetus، أسقف روما، بأن يحتفل بعيد القيامة في اليوم الذي تحتفل به فيه الكنيسة الغربية، لكنه لم يفلح في محاولته. ولما عاد إلى بلده رفض إقتراحاً، عرضه عليه البابا، يقضي بأن تقبل الكنيسة الشرقية التاريخ الغربي. وكرر البابا فكتور (١٩٠) طلب أنتسيتس وصاغه في صيغة الأمر، فأطاعه أساقفة فلسطين وعصاه أساقفة آسية الصغرى، فما كان من فكتور إلا أن بعث برسائل إلى المجامع الدينية المسيحية يحرّم فيها الكنائس التي عصت أمره؛ واحتج كثيرون من الأساقفة في الشرق وفي الغرب نفسه على هذا الإجراء الاستبدادي، ويبدو أن فكتور لم يصر على تنفيذ رغبته.
وكان زفرينس Zfephyrinus الذي خلفه (٢٠٢ - ٢١٨)"رجلاً ساذجاً غير متعلم"(٧٣)، ولهذا رفع إلى رياسة الشمامسة رجلاً كان ذكاؤه أقل باعثاً للريبة من أخلاقه، ليساعده في إدارة شئون أسقفية روما الآخذة في الاتساع. ويقول أعداء كالستس Callistus إنه بدأ حياته عبداً، ثم صار من رجال المال والمصارف، واختلس الأموال المودعة عنده فحكم عليه بالأشغال الشاقة، ثم أطلق سراحه؛ وأثار شغباً في أحد المجامع الدينية فحكم عليه بالعمل في مناجم سردينية؛ ولكنه هرب منها بأن احتال على وضع اسمه في ثبت مَن أعفي عنهم، وقضى عشر سنين يعيش في أنتيوم Antium عيشة قاسى من هدوئها أشد الآلام. ولما عهد إليه زفرينس العناية بالمقبرة البابوية نقلها إلى طريق أبيا Appia في السرداب المسمى باسمه، ولما مات زفرينس واختير كالستس Callistus بابا أعلن هبوليتس Hippolytus وغيره من القساوسة أنه لا يصلح لمنصبه، وأقاموا كنيسة وبابوية غير كنيسته وبابويته (٢١٨). وزادت الخلافات المذهبية هوة الشقاق: ذلك أن كالستس كان يرى أن يعاد إلى حظيرة الكنيسة مَن ارتكبوا بعد تعميدهم