للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مع ضيوفه: من ذلك أنه كان يجلسهم على وسائد منفوخة تتفجر من تحتهم فجأة، ويسكرهم حتى يفقدوا وعيهم حتى إذا ما استيقظوا وجدوا أنفسهم بين فهود، ودببة، وآساد أليفة غير مؤذية. ويؤكد لمبريديوس Lampridius أن إلجابالس لم ينفق مرة أقل من ١٠٠. ٠٠٠ سسترس (١٠. ٠٠٠ ريال أمريكي) على وليمة واحدة لضيوفه، وربما بلغت نفقات إحدى الولائم ٣. ٠٠٠. ٠٠٠. وكان يخلط قطع الذهب البازلا، والعقيق بالعدس، واللؤلؤ بالارز، والكهرمان بالفول. وكان يهدي الخيل والمركبات، والخصيان؛ وكثيراً ما كان يأمر كل ضيف أن يأخذ معه إلى منزله الصحفة الفضية والكؤوس التي كان يقدم له فيها الطعام والشراب. وكان يختار لنفسه أحسن كل شيء. فكان الماء الذي في أحواض سباحته يعطر بروح الورد، وكانت المشاجب التي في حمّاماته من العقيق أو الذهب الخالص، وكان طعامه من أندر المأكولات وأغلاها ثمناً، وأثوابه مرصعة بالجواهر من تاجه إلى حذاءيه؛ وتقول الشائعات إنه لم يلبس قط خاتماً مرتين. وكان إذا سافر احتاج إلى ٦٠٠ مركبة يحمل فيها متاعه وقواديه. ولما قال له عراف إنه سيموت ميتة عنيفة، أعد وسائل غالية للانتحار يستخدمها إذا لزم الأمر: منها حبال من الحرير الأرجواني، وأسياف من الذهب، وسموم في قنينات من الياقوت الأزرق أو الزمرّد. غير أنه اغتيل في مرحاض.

وأكبر الظن أن أعداءه من أعضاء مجلس الشيوخ ومَن في طبقتهم قد اخترعوا أو بالغوا في بعض هذه القصص؛ وما من شك في أن القصص الخاصة بشذوذه الجنسي مما لا يصدقه العقل. وسواء كانت صحيحة أو كاذبة فإنه كان يعطر شهراته بتقواه، ويعمل على أن ينشر بين الرومان عبادة إلهه السوري بعل. يضاف إلى هذا أنه إختتن وفكر في أن يخصي نفسه تكريماً لإلهه؛ وأحضر من حمص الحجر الأسود المقدس وأخذ يعبده بوصفه رمزاً لإلجابال، وشاد هيكلاً مزخرفاً ليضعه فيه، وحمل إليه الحجر مغلفاً بالجواهر في عربة تجرها ستة جياد