من أقسى الهزائم التي أصابت الرومان في تاريخهم كله (٢٥١). وخلفه جالس Gllus الذي قتله جنوده (٢٥٣)، وجاء بعدهما إيمليانس Aemilianus وقد قتله هو الآخر جنوده في العام نفسه.
وكان فليريان Valerian الإمبراطور الجديد في سن الستين، ولما جلس على العرش اضطر لملاقات الفرنجة، والألمان، والمركمان، والقوط، والسكوذيين، والفرس في وقت واحد ولهذا عين إبنه جلينس Glaienus حاكماً على الإمبراطوريّة الغربية، واحتفظ لنفسه بالشرق، وزحف بجيش على أرض النهرين ولكن كبر سنه أعجزه عن القيام بهذا الواجب الذي يحتاج إلى قوة أعظم من قوته فلم يلبث أن ناء به. وكان جلينس وقتئذ في الخامسة والثلاثين من عمره، وكان شجاعاً، ذكياً، مثقفاً ثقافة لا تكاد تتفق مع أحوال ذلك القرن المليء بالحروب الوحشية. وقد أصلح دولاب الإدارة المدنية في الغرب، وقاد جيشه من نصر إلى نصر على أعداء الإمبراطوريّة عدواً بعد عدو، ووجد مع ذلك متسعاً من الوقت يأخذ فيه بناصر الفلسفة والآداب، وأحيا الفن القديم إحياء لم يدم طويلاً، ولكن عبقريته المتعددة الجوانب لم تقوَ على مغالبة الشرور التي تجمعت في ذلك الوقت.
ففي عام ٢٥٤) أغار المركمان على بنونية وشمالي إيطاليا، وفي عام ٢٥٥ غزا القوط مقدونية ودلماشيا، وهاجم الكوذيون والقوط آسية الصغرى، وأغار الفرس على سوريا. وفي عام ٢٥٧ استولى القوط على مملكة بسبورس، ونهبوا المُدن اليونانية الواقعة على شواطئ البحر الأسود، وحرقوا طرابزون، وساقوا أهلها عبيداً وإماء، وأغاروا على بنطس. وفي عام ٢٥٨ استولوا على خلدقون، ونقوميميا. وبروصه، وأياميا، ونيقية، واستولى الفرس في العام نفسه على أرمينية، ونادى بستيوس بنفسه حاكماً مستقلاً على غالة. وفي عام ٢٥٩ أغار الألمان على إيطاليا، ولكن جالينس هزمهم عند ميلان. وفي عام ٢٦٠ هزم الفرس