للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للإمبراطور بإخراجه من حظيرة الدين إذا أجاب الوفد إلى طلبه، "وقد يكون في وسعك أن تدخل الكنيسة ولكنك لن تجد فيها قساً يستقبلك، أو أنك قد نجدهم فيها ليحرموا عليك دخولها" (٤١). وكان من أثر ذلك أن رفض فلنتنيان طلب مجلس الشيوخ.

وبذل الوثنيون في إيطاليا مجهوداً آخر في عام ٣٩٣، فأعلنوا الثورة وخاطروا في سبيل غايتهم بكل شيء. وكان ثيودوسيوس قد أبى أن يعترف بالإمبراطور يوجنيوس نصف الوثني، فرأى هذا الإمبراطور أن يستعين بوثني الغرب في دفاعه عن نفسه، فأعاد تمثال النصر إلى مكانه. وتباهى بقوله إنه حين تم له النصر على ثيودوسيوس سيربط خيله في الكنائس المسيحية. وسار نقوماكس خوس فلافيانوس Nicomachus زوج ابنة سيماخوس، على رأس جيش ليساعد به يوجنيوس، فقاسمه الهزيمة وانتحر. وزحف ثيودوسيوس على روما، وأرغم مجلس الشيوخ على أن يعلن إلغاء الوثنية بجميع أشكالها (٣٩٤). ولما نهب ألريك روما حسب الوثنيون أن ما أصاب هذه المدينة التي كانت من قبل سيدة العالم من إذلال كان نتيجة غضب الآلهة الذين تخلت عنهم. وفككت حرب الأديان هذه وحدة الشعب. وحطمت قواه المعنوية، ولما أن وصل إليهم سيل الغزو الجارف لم يجدوا وسيلة يواجهونه بها إلا تبادل اللعنات والصلوات المتنافرة.