الأباطرة ليس فيهم من هو فوق المتوسط. فقد أعلن القوط في غالة قائداً لهم يدعى أفتوس Avitus إمبراطوراً (٤٥٥)، ولكن مجلس الشيوخ أبى أن يقره، فاستحال أسقفاً؛ ولم يدخر ماجوريان Magorian (٤٥٦ - ٤٦١) جهداً في إعادة النظام، ولكن رئيس وزرائه رسمر Ricimer القوطي الغربي أنزله عن العرش. وكان سفيروس (٤٦١ - ٤٦٦) آلة صماء في يد رسمر يفعل ما يشاء، وكان أنثيميوس Antheimus (٤٦٧ - ٤٧٢) فيلسوفاً نصف وثني لا يرضى بالغرب؛ فما كان من رسمر إلا أن ضرب عليه الحصار وقبض عليه وأمر بقتله وحكم أوليبريوس Olybrius برعاية رسمر شهرين (٤٧٢)؛ ثم مات ميتة غريبة في ذلك الوقت إذ كانت ميتة طبيعية. وسرعان ما خلع جليسريوس (٤٧٣)، وظلت روما عامين يحكمها يوليوس نيبوس Julius Nepos. وبينا كانت هذه الأحداث جارية في إيطاليا، انقض عليها خليط آخر من البرابرة -الهرولي Heruli، والإسكيري Sciri، والروجي Rug (وغيرهم من القبائل التي كانت من قبل تعترف بحكم أتلا. وقدم في الوقت نفسه بنونيائيٌّ Pnnonian يدعى أرستيز Orestes فخلع نيبوس، وأجلس ابنه رميولوس (الملقب أوغسطولس استهزاء به) على العرش (٤٧٥). وطلب الغزاة الجدد إلى أن يعطيهم ثلث إيطاليا، فلما أبى ذبحوه وأجلسوا قائدهم أدوسر Odoacer على العرش بدل رميولوس (٤٧٦)، ولم يكن هذا القائد -وهو ابن إدكون وزير أتلا- مجرداً من الكفايات. وقد بدأ بأن جمع مجلس الشيوخ المرتاع، وعن طريقه عرض على زينون Zeno الإمبراطور الجديد في الشرق أن تكون له سيادة على جميع الإمبراطورية على شرط أن يحكم أدوسر إيطاليا بوصفه وزيراً له، ورضى زينون بهذا العرض وانتهت بذلك سلسلة الأباطرة الغربيين.
ويبدو أن أحداً من الناس لم ير في هذا الحادث "سقوطاً لروما" بل بدا لهم على عكس هذا أنه توحيد مبارك للإمبراطورية وعودتها إلى ما كانت عليه