للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الفرنجة التباع الدين القويم القوط الغربيين في غالة، وفتح بلساريوس Belisarius أفريقية الوندالية، وإيطاليا القوطية، وغير ريكارد Recared (٣٨٩) عقيدة القوط الغربيين في أسبانيا.

وليس في وسعنا الآن أن نشغل أنفسنا بجميع العقائد الدينية المختلفة التي كانت تضطرب بها الكنيسة في تلك الفترة من تاريخها_ عقائد اليونوميين Eunomians والأنوميين Anomeans والأبليناريين Appollinarians والمقدونيين، والسبليين Sabellians والمساليين Massalians، والنوفاتيين Norvatians والبرسليانيين Priscillianists، وكل ما في وسعنا أن نفعله هو أن نرثى لهذه السخافات التي امتلأت بها حياة الناس، والتي ستظل تملؤها في المستقبل. ولكن من واجبنا أن نقول كلمة عن المانية Manicheism تلك العقيدة التي لم تكن مروقا من المسيحية بقدر ما كانت ثنائية فارسية تجمع بين الله والشيطان، والخير والشر، والضوء والظلام. وقد حاولت أن توفق بين المسيحية والزرادشتية، ولكن الدينيين قاوماها مقاومة شديدة. وقد واجهت هذه العقيدة بصراحة منقطعة النظير مشكلة الشر، وما في العالم الذي تسيطر عليه العناية الإلهية من عذاب وآلام كثيرة يبدو أن من ينوءون بها لا يستحقونها، وشعرت بأن ليس أمامها ألا تفترض وجود روح خبيثة، أزلية، كالروح الخيرة، واعتنق المانية كثيرون من الناس في الشرق الغرب، ولجأ بعض الأباطرة في مقاومتها إلى وسائل غاية في القسوة، وعدها جستنيان من الجرائم الكبرى التي يعاقب عليها بالإعدام، ثم ضعف شأنها شيئاً فشيئاً وأخذت في الزوال، إلا أنها تركت بعض أثارها في بعض الطوائف المارقة المتأخرة، كالبوليسية Paulicians، والبجوميلية Bogomiles، والألبجنسية Albegensians، وقد أتهم أسقف أسباني يدعى برسليان في عام ٣٨٥ بأنه يدعو إلى المانية وإلى العزوبة العامة؛ وأنكر الرجل التهمة، ولكنه