يقلن:"إن كل شئ طاهر عند الطاهرات … فلما إذن أحرم على نفسي ما خلقه اللهَ لأستمتع به؟ "(١٢).
وهو يؤنب امرأة رومانية بعبارات تنم عن تقديره لجمال النساء:
"أن صدرتك مشقوقة عن عمد … وثدييك مشدودان بأربطة من التيل، وصدرك سجين في منطقة ضيقة … وخمارك يسقط أحياناً حتى يترك كتفيك البيضاوين عاريتين، ثم تسرعين فتغطين به ما كشفته عن قصد"(١٣).
ويضيف جيروم إلى تحير الرجال الأخلاقي مغالاة الفنان الأدب الذي يصور عصوراً من العصور، والمحامي الذي يتبسط في ملخص دعوى. ويذكرنا هجاه بهجاء جوفنال، أو بما نقرأه من هجاء هذه الأيام. ومن الطريف أن نعرف أن النساء كن على الدوام ذوات سحر ودلال كما هن في هذه الأيام. ويشبه جيروم جوفنال في أنه حين يطعن في أمر لا يرضيه يتقصاه بنزاهة وشجاعة. وقد روعه أن يجد التسري منتشراً حتى بين المسيحيين، وروعه أكثر من هذا أن وجده يتخفى وراء ستار التعفف من أشق السبل. ومن أقواله في هذا: ترى من أي مصدر وجد هذا الوباء وباء "الأخت العزيزة المحبوبة" طريقه إلى الكنيسة؟ ومن أين جاءت هذه الزوجات اللاتي لم يتزوج أحد بهن؟ هذه السراري الحديثات، وهذه العاهرات التي اختص بهن رجل واحد؟ إنهن يعشقن مع أصدقائهن من الذكور في بيت واحد ويشغلن معهن حجرة واحدة، وكثيراً ما يشتركن معهم في فراش واحد؛ ومع هذا فهم يقولون عنا إننا نسئ بهن الظن إذا رأينا في هذا عيبا (١٤). وهو يهاجم القساوسة الرومان الذين كان في مقدورهم أن يرفعوه بتأييدهم إلى كرسي البابوية، ويسخر من رجال الدين الذين يعقصون شعورهم، ويعطرون ثيابهم، ويترددون على المجتمعات الراقية؛ والقسيسين الذين يجرون وراء الوصايا ويستيقظون قبل مطلع الفجر ليزوروا النساء قبل أن يقمن من فراشهن (١٥)، ويندد بزواج القساوسة، وبشذوذهم الجنسي؛ ويدافع دفاعاً قوياً