الناس ضجوا بالاحتجاج ضجيجاً أخاف الإمبراطور، فارجعه إلى كرسيه. ولم تمض إلا بضعة أشهر حتى قام مرة أخرى يندد بالطبقات الغنية، ويبدى بعض آراء انتقادية على تمثال للإمبراطورة، فطلبت يودكسيا مرة أخرى طرده، وقام توفيلس بطريق الإسكندرية، وهو الرجل المتأهب على الدوام لأن يضعف الكرسي المنافس له، يذكر أركاديوس بأن قرار خلقيدون القاضي بخلعه لا يزال قائماً، يمكن تطبيقه عليه، وأرسل الجند للقبض على كريستوم؛ ونقل الرجل إلى الضفة الأخرى من البسفور ونفى في قرية من قرى أرمينية (٤٠٤). ولما أن سمع أتباعه الأوفياء بهذا النبأ ثاروا ثورة عنيفة، أحرقت. أثنائها كنيسة أياصوفيا ومجلس الشيوخ القريب منها. وأرسل كريستوم من منفاه رسائل استغاثة إلى هونوريوس وإلى أسقف روما، فأمر أركاديوس بنقله إلى صحراء بتيوس البعيدة في بنطس. ولكن الأب المنهوك القوى مات في الطريق عند بلدة كومانا Comana في الثانية والستين من عمره (٤٠٧). وظلت الكنيسة الشرقية منذ ذلك اليوم حتى الآن - مع استثناء فترات قصيرة- خادمة للدولة خاضعة لأوامرها.