احتفال بالنصر يقام بالقسطنطينية، فانقض المغاربة من التلال على الحاميات الرومانية، وأسرع بليساريوس بالعودة في الوقت المناسب القضاء على فتنة قامت بين جنوده، وقادهم بعدها للنصر، وبقيت أفريقية القرطاجة من ذاك الحين خاضعة للحكم الروماني إلى أن جاء العرب فاتحين.
وكان جستنيان قد هداه دهاؤه السياسي إلى عقد حلف مع القوط الشرقيين حين كان بليساريوس يهاجم أفريقية؛ فلما تم هذا الفتح أغرى الفرنجة بأن يعقدوا معه حلفاً آخر، في الوقت الذي أمر فيه بليساريوس بفتح إيطاليا التي كانت بليساريوس بلاد تونس قاعدة له، هاجم منها صقلية، ولم يجد صعوبة في الاستيلاء عليها، ثم عبر البحر منها إلى إيطاليا في عام ٥٣٦، واستولى على نابلي بأن أمر بعض جنوده أن يدخلوا المدينة زحفاً في قنوات المياه المغطاة. وكانت قوات القوط الشرقيين ضعيفة منقسمة على نفسها، ورحب سكان روما ببليساريوس وحيوه تحية المحرر المنقذ، كما رحب به رجال الدين لأنه من القائلين بالتثليث، فدخل روما دون أن يلقى مقاومة. وأمر ثيوداهاد Theadahad بقتل أمالاتنسا Amalathunsa، فخلع القوط الشرقيون ثيوداهاد وأختاروا وتجيس Witigis ملكاً عليهم. وحشد وتجيس جيشاً مؤلفاً من ٠٠٠ ر ١٠٥ رجل حاصر به بليساريوس في روما. ولما اضطر أهلها إلى الاقتصاد في الزاد والماء، والامتناع عن الاستحمام في كل يوم، بدءوا يتذمرون من بليساريوس الذي لم يكن معه إلا خمسة آلاف رجل مسلح، دافع بهم عن المدينة بمهارة وشجاعة، اضطر معهما وتجيس أن يعود إلى رافا بعد ما بذل من الجهد الكبير مدة عام كامل. وظل بليساريوس ثلاث سنين يلح على جستنيان بأن يمده بعدد آخر من الجند، حتى أرسلهم آخر الأمر ولكنه عقد لواءهم لقواد معادين لبليساريوس. وعرض القوط الشرقيون المحاصرون في رافا، والذين أوشكوا على الهلاك جوعاً، أن يسلموا المدينة إذا رضى بليساريوس أن يكون