أو طيور. وكانت الملابس في بلاد فارس، كما كانت في جميع المجتمعات المتحضرة، تكون نصف الرجل أو أكثر قليلاً من نصف المرأة ..
وكان الرجل الفارسي العادي المتعلم سريع الانفعال كالرجل الغالي، شديد التحمس، كثير التقلب؛ يغلب عليه الخمول، ولكنه سريع التيقظ، يميل بطبعه إلى "الحديث الجنوني، يسرف فيه إسرافاً … أميل إلى الدهاء منه إلى الشجاعة، لا يخافه إلا البعيدون عنه"(٢) -إي حيث يكون أعداء الفرس. وكان فقراؤهم يشربون الجعة، ولكن الطبقات كلها تقريباً، بما فيها الآلهة، كانوا يفضلون النبيذ؛ فقد كان أتقياء الفرس والمقتصدون منهم يصبونه حسب الطقوس الدينية، وينتظرون حتى تأتي الآلهة لتشربه، ثم يشربون هم بعدها الشراب المقدس (٣). ويصف المؤرخون الفرس في عصر الساسانيين بأنهم أغلظ أخلاقاً مما كانوا في عهد الأكيمينيين، وأرق منهم في عهد البارثيين (٤)، ولكن قصص بروكبيوس تحملنا على الاعتقاد بأن الفرس ظلوا طوال العهود أحسن أخلاقاً من اليونان (٥). ولقد أخذ أباطرة الروم عن البلاط الفارسي نظم حفلاتهم وطرائقهم الدبلوماسية. وكان ملوكهم المتنافسون يخاطب بعضهم بعضاً بلفظ "الأخ". ويضمنون للدبلوماسيين الأجانب سلامتهم من الاعتداء ومرورهم سالمين بأرضهم، ويعفونهم من التفتيش الجمركي والعوائد (٦). وفي وسعنا أن نرجع التقاليد الدبلوماسية المتبعة في أوربا وأمريكا إلى الأساليب التي كانت متبعة في بلاط ملوك الفرس.
ويقول أميانوس إن "معظم الفرس يسرفون في الجماع"(٧)، ولكنه يعترف مع ذلك بأن اللواط والدعارة كانا أقل انتشاراً بينهم مما كانا بين اليونان. وقد امتدح غماليل الفرس لثلاث صفات فيهم فقال:"هم معتدلون في الطعام، قنوعون في علاقاتهم الخاصة وفي العلاقات الزوجية"(٨). وكانوا يستخدمون كل الوسائل لتشجيع الزواج وزيادة المواليد، حتى يكون لهم من الأبناء ما يسد مطالب الحرب