للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ألا يكلموهن إلا من وراء حجاب. وفيما عدا هذه القيود فإن نساء المسلمين كن يخرجن من البيوت بكامل حريتهن غير محجبات في أيام النبي وفي القرن الأول بعد الهجرة (١).

وبعد فإن المناخ من العوامل التي تؤثر في الأخلاق الفردية، ولعل حرارة الجو في بلاد العرب كانت من أسباب تقوية الغريزة الجنسية والنضج المبكر، ولهذا يجب التسامح بعض الشيء فيما نراه من نزعات الرجال في هذه الناحية في البلاد التي يطول فيها فصل الحر-ولقد كانت الشرائع الإسلامية تحرص على طلب العفة من الرجال والنساء قبل الزواج (٢)، وزيادة الفرص لإشباع الغريزة الجنسية بين الأزواج. ولهذا حتم القرآن الاستعفاف قبل الزواج (سورة النور ٣٣) وأوصى النبي بالصيام للاستعانة على هذا الاستعفاف. ويشترط الدين الإسلامي رضاء الخطيبين لإتمام عقد الزواج، فإذا تم هذا الرضاء بشهادة الشهود العدول وأدى العريس مهر عروسه، كان ذلك كافياً لإتمام العقد سواء رضي بذلك


(١) ملبس المرأة، وزينتها، ونظرها إلى الرجل، ونظر الرجل إليها، كل هذا نوع من الحجاب نزلت فيه آيات غير قليلة في سورة النور وسورة الأحزاب. والخطاب في الآيتين اللتين أشار إليهما المؤلف لنساء النبي، ولكن هذا لا يمنع أن يكون أيضاً حضاً لنساء المسلمين جميعاً. وقد ورد في كتاب (أحكام القرآن المطبوع بالمطبعة البهية المصرية سنة ١٣٤٧ هـ‍ ج‍٣ ص ٤٥٥) "وهذا الحكم وإن نزل خاصاً في النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه فالمعنى عام فيه وفي غيره إذ كنا مأمورين باتباعه والإقتداء به إلا فيما خصه الله به دون أمته" راجع في هذا أيضاً أحكام القرآن لابن العربي ج‍٢ ص ١٦٦ وتاريخ التشريع للشيخ الخضري ص ٨٨ - ٨٩. (ي)
(٢) وحتمه بعد الزواج بطبيعة الحال، وقوله تعالى "وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله" معناها إن على الذين لا يجدون الوسيلة المالية للزواج أن يصبروا حتى يرزقهم الله الغنى والقدرة على الزواج. (ي)