ثم يواصل قوله فيخبرنا كيف كان طول حياته إنساناً تقياً، وكيف كان آخر شخص في العالم يصح أن يكون مصيره هذا المصير القاسي:
كأني لم أخصص للإله نصيبه على الدوام؛
ولم أبتهل إلى الآلهة وقت الطعام؛
ولم أعنُ بوجهي وآتي بخراجي؛
وكأني إنسان لم يكن التضرع والدعاء دائمين على لسانه.
لقد علّمت بلدي الاحتفاظ باسم الإله؛
وعودت شعبي أن يُعظم اسم الإلهة …
وكنت أظن أن هذه الأشياء مما يسرّ أي إله.
ولما أصابه المرض على الرغم من كل هذا التقى الشكلي، أخذ يفكر في استحالة الوقوف على تدبير الآلهة، وفي تقلبات شئون البشر.
من ذا الذي يدرك إرادة آلهة السماء!
إن تصاريف الإله كلها غموض- فمن ذا الذي يدركها؟ …
إن من كان بالأمس حياً أصبح اليوم ميتاً،
وما هي إلا لحظة حتى تتقسمه الغموم، ويتحطم قلبه فجأة،
فهو يغني ويلعب لحظة؛
وما هي إلا طرفة عين حتى يندب حظه كالمحزون …
لقد لفّني الهم كأنه شبكة،
تتطلع عيناي ولكنهما لا تبصران … ،
وأذناي مفتوحتان ولكنهما لا تسمعان، …
وقد سقط الدنس على عورتي،
وهاجم الغدد التي في أحشائي …
وأظلم من الموت جسمي كله …