غدائر تنوس على ظهورهن؛ وكن أحياناً يكثرنه بخيوط سوداء من الحرير، وفي أغلب الأوقات يزينه بالجواهر والأزهار. وأخذن بعد عام ٧١٥ يغطين بالنقاب وجوههن أسفل عيونهن، وازداد انتشار هذه العادة تدريجاً بعد ذلك العام، وبهذا كان في وسع كل امرأة أن تكون فاتنة جذابة، لأن عيني المرأة العربية مهما يكن سنها جميلتان تسبيان العقول. والفتاة العربية تبلغ الحلم في سن الثانية عشرة وتصبح عجوزاً في سن الربعين، وهي بين هذه السن وتلك تلهم معظم الشعراء وتلد الأبناء.
والمسلم لا يحترم العزوبة، ولا يخطر بباله أن يمتنع عن إشباع الغريزة الجنسية، ولا يرى أن هذا الامتناع حال طبيعية أو مثالية. وقد كان لمعظم الصالحين من المسلمين زوجات وأبناء. وحدود الزواج أوسع في الإسلام منها في كثير من الأديان، وتفتح الشريعة الإسلامية منافذ كثيرة لإشباع الغريزة الجنسية؛ ولهذا قل البغاء في أيام النبي والخلفاء الراشدين. ولكن الانهماك في إشباع الغريزة الجنسية يتطلب عادة كثرة التنبيه، ولهذا لم تلبث الفتيات الراقصات أن أصبح لهن شأن كبير في حياة الرجال حتى أكثرهم أزواجاً. وإذا كان المقصود من الآداب الإسلامية أن تكون مقصورة على آذان الذكور وأعينهم، فإن منها ما لا يقل فحشاً عن حديث الذكور في البلاد المسيحية؛ فهذا الأدب يشتمل على طائفة كبيرة من الغزل، وقد عنيت كتب الطب عند المسلمين ببيان الأدوية المقوية للباء (٤٢). والشريعة الإسلامية تجعل الإعدام من عقوبات الزنى واللواط، ولكن ازدياد الثروة خفف عقوبة الزنى فجعلها ثلاثين جلدة، وغض الحكام البصر في كثير من الحيان عن اللواط (٤٣). ونشأت طائفة من المخنثين المحترفين تشبهوا بالنساء في ثيابهم وعاداتهم، يضفرون شعورهم، ويصبغون أظافرهم بالحناء ويرقصون الرقص الخليع (٤٤). وعاقبهم سليمان بن عبد الملك بإخصاء من كان في مكة من المخنثين، وأبصر الهادي امرأتين تباشران عملية السحاق فأمر بقطع رأسيهما