للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو السادسة (٦٦). وكانت الحمامات الخاصة من مميزات بيوت الأغنياء، ولكن الحمامات العامة كانت ولا تزال كثيرة في البلاد الإسلامية. فالمؤرخون يقولون إن بغداد كانت في القرن العاشر الميلادي تحتوي على ٢٧. ٠٠٠ حمام (٦٧). وكان العطر والبخور مألوفين بين الرجال والنساء، وقد اشتهرت بلاد العرب من أقدم الأزمان بالكندر والمر، وبلاد الفرس بزيت الورد والبنفسج والياسمين، وكان في كثير من البيوت حدائق غرست فيها أعشاب الزينة والأزهار وأشجار الفاكهة، وكانت الأزهار محببة للشعب وخاصة في فارس، وكانت يضفي على الحياة بهجة ومتعة.

بقي أن نعرف كيف كان هؤلاء الناس يروحون عن أنفسهم وما هي وسائل التسلية عندهم؟ لقد كان من أهم وسائل التسلية عندهم الأعياد والولائم، والصيد، ومغازلة النساء، والشعر، والموسيقى، والغناء، وكانت الطبقات الدنيا تضيف إليها قتال الديكة، والرقص على الحبال، والشعوذة، والسحر، ولعبة العرائس المتحركة (القرقوز … ) ويدل كتاب القانون لابن سينا على أن المسلمين كان لديهم في القرن العاشر الميلادي كل ما عندنا تقريباً من الألعاب الرياضية: الملاكمة، والمصارعة، والعدو، والرمي بالنبال، وقذف الحراب، والحركات الرياضية الجسمية، والمثاقفة، وركوب الخيل، والحجف (١)، ورفع الأثقال، وأنواع مختلفة من لعبة الكرة والمضرب (٦٨). وإذ كانت ألعاب الحظ محرمة، فقد كانت ألعاب الورق وكعوب النرد قليلة، وكانت (الطاولة) كثيرة الانتشار، وكان الشطرنج مباحاً، وإن كان النبي قد نهى عن صنع قطعة في صور الآدميين. وكان سباق الخيل منتشراً، يبسط عليه الخلفاء رعايتهم؛ ويحدثنا المؤرخون بأن أربعة آلاف جواد اشتركت مرة في سباق. وقد ظل صيد الحيوان مقصوراً على


(١) الحجف اللعب بالكرة وهو المعروف بالبولو في هذه الأيام. (المترجم)