للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القابلات تنقل إلى النساء قديمها، كما كان الأطباء يعرضون عليهن حديثها. وقد أفرد الرازي (المتوفى سنة ٩٢٤) في أحد كتبه فصلاً لموانع الحمل، وذكر أربعة وعشرين من الموانع الآلية والكيميائية (٦٢). وأورد أبن سينا (٩٨٠ - ١٠٣٧) في كتاب القانون الذائع الصيت عشرين وصفة لمنع الحمل.

وليس ثمة فرق كبير بين المسلم والمسيحي في النواحي الخلقية الخارجة عن نطاق الناحية الجنسية. فالقرآن مثلاً يحرم الميسر والخمر تحريماً قاطعاً (سورة المائدة ٩٠). ولكن بعض الميسر وكثيراً من الخمر ظلا باقيين في كلتا الحضارتين. وانتشر الفساد والرشوة في أعمال الحكم والقضاء في بلاد الإسلام في بعض العصور كما كانا منتشرين في بلاد المسيحية. ويبدو بوجه عام أن المسلم كان أرقى من المسيحي في خلقه التجاري (٦٣)، وفي وفائه بوعده، وإخلاصه للمعاهدات التي يعقدها مع غيره (٦٤)؛ ولقد أجمعت الآراء على أن صلاح الدين كان أنبل من اشترك في الحروب الصليبية. والمسلمون شرفاء فيما يختص بعادة الكذب، فهم يبيحون الكذب إذا كان فيه نجاة من الموت، أو حسم لخصومة، أو إدخال السرور على زوجة، أو خدعة في الحرب لأعداء الدين (٦٥). والآداب الإسلامية تجمع بين التكلف والبشاشة، وحديث المسلم ملئ بالتحية والمبالغة في التأدب. والمسلمون كاليهود يحيي بعضهم بعضاً، وينحني الواحد منهم لصاحبه ويصافحه ويقول له: "السلام عليكم، والرد الصحيح لهذه التحية "عليكم السلام ورحمة الله وبركاته"، وإكرام الضيف من صفاتهم العامة، والدين الإسلامي يحث على نظافة الجسم وإن كانت النظافة عادة تتأثر بالدخل، فالفقراء يهملونها حتى تتراكم الأقذار على أجسادهم، اما الأغنياء فيتليفون، ويدرمون أظافرهم، ويتعطرون. والختان عادة متبعة عند جميع المسلمين وإن لم يرد ذكرها في القرآن، لأنها في رأيهم من أسباب المحافظة على الصحة، وكان الأولاد يختنون في سن الخامسة