للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المخدرات على النوم العميق (٤٣)؛ ولدينا أسماء أربعة وثلاثين بيمارستانا كانت قائمة في البلاد الإسلامية في ذلك الوقت (٤٤)، ويلوح أنها أنشئت فيها خمسة أخرى في القرن العاشر الميلادي، ويحدثنا المؤرخون في عام ٩١٨ عن مدير لها في بغداد (٤٥). وكان أعظم بيمارستانات بلاد الإسلام على بكرة أبيها هو البيمارستان الذي أنشئ في دمشق عام ٧٠٦؛ وفي عام ٩٧٨ كان به أربعة وعشرون طبيباً. وكان البيمارستانات أهم الأماكن التي يدرس فيها الطب؛ ولم يكن القانون يجيز لإنسان أن يمارس هذه الصناعة إلا إذا تقدم إلى امتحان يُعقد لهذا الغرض ونال إجازة من الدولة. كذلك كان الصيادلة، والخلاقون، والمجبرون يخضعون لأنظمة تضعها الدولة وللتفتيش على أعمالهم. وقد نظم علي ابن عيسى الوزير-الطبيب-هيئة من الأطباء الموظفين يطوفون في مختلف البلاد ليعالجوا المرضى (٩٣١)؛ وكان أطباء يذهبون في كل يوم إلى السجون ليعالجوا نزلاءها؛ وكان المصابون بأمراض عقلية يلقون عناية خاصة يعالجون علاجاً يمتاز بالرحمة والإنسانية. غير أن الوسائل الصحية العامة لم تلقَ في معظم الأماكن ما هي خليقة به من العناية، ودليلنا على ذلك أن أربعين وباء اجتاحت في أربعة قرون هذا البلد أو ذاك من بلاد الإسلام.

وكان في بغداد وحدها عام ٩٣١ ثمانمائة وستون طبيباً مرخصاً (٤٦). وكانت أجورهم ترتفع بنسبة قربهم من بلاط الخلفاء. فقد جمع جبريل بن بختيشوع طبيب هارون الرشيد، والمأمون، والبرامكة ثروة يبلغ مقدارها ٨٨. ٨٠٠. ٠٠٠ درهم أي نحو (٧. ١٠٤. ٠٠٠ دولار أمريكي). ويحدثنا المؤرخون أنه كان يتقاضى من الخليفة مائة ألف درهم نظير حجامته مرتين في العام. ومثل هذا المبلغ لإعطائه مسهلاً كل نصف عام (٤٧). وقد نجح في علاج الشلل الهستيري في جارية