بأن تظاهر بأنه سيخلع عنها ملابسها أمام الناس. وجاء بعد جبريل في بلاد الإسلام الشرقية عدد من الأطباء كل منهم بعد الآخر، نذكر منهم يوحنا ابن ماسويه (٧٧٧ - ٨٥٧)، الذي درس التشريع بتقطيع أجسام القردة، ومنهم حنين بن إسحق، المترجم، صاحب كتاب العشر مقالات في العين، وهو أقدم كتبا دراسي منظم في طب العيون؛ وعلي بن عيسى أعظم أطباء العيون المسلمين، وقد ظل كتابه تذكرة الكحالين يدرس في أوربا حتى القرن الثامن عشر.
وأشهر أطباء هذه الأسرة الرحيمة على بكرة أبيها هو أبو بكر مجمد الرازي (٨٤٤ - ٩٢٦) اشتهر بين الأوربيين باسم رازيس Rhases. وكان أبو بكر كمعظم كبار العلماء والشعراء في وقتهِ فارسياً يكتب بالعربية. وكان مولده في بلدة الري القريبة من طهران، ودرس الكيمياء بنوعيها، والطب في بغداد، وألف ١٣١ كتاباً نصفها في الطب، ضاع معظمها. ومن أشهر كتبه كتاب الحاوي وهو كتاب في عشرين مجلداً، ويبحث في كل فرع من فروع الطب. وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغة اللاتينية وسمي Liber cntinens، وأغلب الظن أنه ظل عدة قرون أعظم الكتب الطبية مكانة، وأهم مرجع لهذا العلم في بلاد الرجل الأبيض، وكان من الكتاب التسعة التي تتألف منها مكتبة الكلية الطبية في جامعة باريس عام ١٣٩٤ (٤٨). وكانت رسالته في الجدري والحصبة آية في الملاحظة المباشرة والتحليل الدقيق، كما كانت أولى الدراسات العلمية الصحيحة للأمراض المعدية، وأول مجهود يبذل للتفرقة بين هذين المرضين. وفي وسعنا أن نحكم على ما كان لهذه الرسالة من بالغ الأثر واتساع الشهرة إذا عرفنا أنها طبعت باللغة الإنجليزية أربعين مرة بين عامي ١٤٩٨، ١٨٦٦. وأشهر كتب الرازي كلها كتاب طبي في عشر مجلدات يسمى كتاب المنصوري