للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومبادرة الاعتدالين، وزاوية اختلاف منظر الشمس.

وأشهر العلماء كلهم بين علماء المسلمين المصريين اسم الحسن بن هيثم المعروف عند الأوربيين باسم "الهازن Alhazen". وقد ولد في البصرة عام ٩٦٥ واشتهر فيها بنبوغه في الهندسة والرياضة. وترامى إلى الحاكم أن ابن الهيثم قد وضع خطة لضبط فيضان النيل السنوي فدعاه إلى القاهرة، ولكنه تبين أن الخطة غير عملية فاضطر إلى الاختفاء عن عين الخليفة ذي النزوات الشاذة. وافتتن الرجل، كما افتتن جميع المفكرين في العصور الوسطى، بمحاولات أرسطو في ربط المعارف كلها بعضها ببعض، فكتب عدة شروح وتعليقات عن مؤلفات هذا الفيلسوف، لم يصل إلينا شيء منها. وأهم ما يشتهر ابن الهيثم عندنا الآن كتاب المناظر في البصريات وهو في أغلب الظن أعظم مؤلف في العصور الوسطى بأجمعها جرى على الأسلوب العلمي في طريقته وتفكيره. وقد درس ابن الهيثم انكسار الضوء عند مروره في الأوساط الشفافة كالهواء، والماء واقترب مع اختراع العدسة المكبرة قرباً جعل روجر بيكن Roger Bacon، ووينلو Wnelo وغيرهما من الأوربيين بعد ثلاثمائة عام من ذلك الوقت يعتمدون على بحوثه فيما بذلوه من الجهود لاختراع المجهر والمرقب. وقد رفض ابن الهيثم نظرية إقليدس وبطليموس الفلكي القائلة بأن رؤية الجسم تنشأ من خروج شعاع ضوئي من العين يصل إلى الجسم المرئي، وقال إن صورة الجسم المرئي تصل إلى العين ومنها تنتقل بواسطة الجسم الشفاف-أي العدسة (٢١). ولاحظ أثر الجو في ازدياد الحجم الظاهري للشمس والقمر إذا كانا قريبين من الأفق؛ وأثبت أن انكسار الأشعة في الجو يجعل ضوء الشمس يصل إلينا حتى بعد أن يختفي قرصها تحت الأفق بتسع عشرة درجة، وعلى هذا الأساس قدر ارتفاع الهواء الجوي بعشرة أميال (إنجليزية). وحلل العلاقة بين ثقل الهواء الجوي وكثافته، وبيت أثر كثافة هذا الهواء في أوزان الأجسام، واستخدم قوانين رياضية معقدة في دراسة فعل