للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالحصون، كانت تؤدي فيها مناسكها سراً (١)، ولا تزال باقية في تلك البلاد إلى يومنا هذا. ولكن كنائس الإسكندرية، وقورينة، وقرطاجنة، وإفريقية، التي كانت تزدحم من قبل بالمصلين أخذت تخلو منهم وتتداعى، وانمحت من الأذهان ذكريات أثناسيوس، وسيريل Cyril، وأوغسطين، وخبت نيران المنازعات بين الأريوسيين، والدونانيين، واليعاقبة المسيحيين، حل محلها النزاع بين الشيعة وأهل السنة من المسلمين. وأيد الفاطميون سلطانهم بجمع طائفة الإسماعيلية في جماعة كبرى ذات مراسم وطقوس ودرجات متفاوتة، واستخدموا أعضاءها في التجسس والدسائس السياسية. وانتقلت طقوس هذه الجماعة إلى بيت المقدس وأوربا، وكان لها أكبر الأثر في أنظمة فرسان المعبد والشيعة المستنيرة Illuminate وغيرها من الجماعات السرية التي قامت في العالم الغربي كما كان لها أكبر الأثر أيضاً في طقوسها وملابسها. وترى رجل الأعمال الأمريكي بين الفينة والفينة مسلماً متحمساً غيوراً، بفخر بعقيدته السرية، وطربوشه الفاسي ومسجده الإسلامي (٢).


(١) لم يكن أقباط مصر في حاجة إلى أن يمارسوا شعائرهم سراً بل كانوا يمارسونها جهراً حتى في أكثر العصور استبداداً. (المترجم)
(٢) في هذا القول بعض الغموض ولعل المؤلف يقصد أن من بين رجال الأعمال الأمريكيين مسلمين يفخرون بدينهم ويتباهون بثيابهم ويؤدون الصلاة في المساجد. (المترجم)