كغيرها من القصص الطيبة، من نسج الخيال، لأن نظام الملك ولد في عام ١٠١٧، على حين أن عمر الخيام، وحسن ابن الصباح توفيا فيما بين عامي ١١٢٣، ١١٢٤؛ وليس لدينا ما يشير إلى أن أحدهما كان من المعمرين.
وكتب نظام الملك وهو في سن الخامسة والسبعين فلسفته في الحكم في كتاب من أكبر الكتب في النثر الفارسي وهو كتاب-سياسة ناما أي كتاب فن الحكم. وهو يوصي فيه بقوة أن يستمسك الملك والشعب بأصول الدين، ويرى أن الحكومة لا يمكن أن تستقر إلا إذا قامت على هذا الأساس، واستمدت من الدين وسلطانه. ولم يبخل على مليكه في الوقت عينه ببعض النصائح الإنسانية يبصره فيها بما على الحاكم من واجبات، فقال إن الحاكم يجب أن لا يفرط في الشراب أو اللهو، وإن عليه أن يتبين كل ما يرتكبه الموظفون من فساد أو ظلم، ويعاقبهم عليه؛ وأن يعقد مجلساً عاماً مرتين كل أسبوع يستطيع أن يتقدم فيه أحقر رعاياه بما لديهم من الشكاوى والمظالم. وكان نظام الملك رحيماً في حكمه ولكنه لم يكن متسامحاً في أمور الدين؛ وهو يأسف لأن الدولة تستخدم في أعمالها المسيحيين واليهود والشيعة، ويندد أشد التنديد بطائفة الإسماعيلية، ويقول إنها تهدد وحدة الدولة. وفي عام ١٠٩٢ اقترب من أحد أتباع الطائفة المتعصبين لها مدعياً أنه يريد أن يتقدم إليه بمعروض، وطعنه طعنة قضت عليه.
وكان هذا القاتل عضواً في طائفة من اعجب الطوائف في التاريخ. وكان منشؤها أن أحد زعماء الإسماعيلية-وهو الحسن بن الصباح الذي تجمع إحدى القصص المشكوك في صدقها بينه وبين عمر الخيام، ونظام الملك-استولى على حصن الموت (عش النسر) في الجزء الشمالي من إيران، ومن هذا الحصن المنيع الذي يعلوا عن سطح البحر بعشرة آلاف قدم شن حرباً عواناً من التقتيل