والإرهاب على أعداء الشيعة، وعلى الذين يضطهدون معتنقيها. وكان نظام الملك قد اتهم هذه الطائفة في كتابه بأن زعماءها من نسل المزدكية الشيوعية أهل فارس الساسانية. وكانت في الواقع جمعية سرية ذات درجات متفاوتة يمر بها أتباعها، ولها رئيس أعلى أطلق عليه الصليبيون اسم "شيخ الجبل". وكانت أدنى طبقاتها تشمل الذين يطلب إليهم أن ينفذوا من غير ما تردد أو تفكير كل ما يصدره لهم رؤساؤهم من الأوامر. ويقول ماركو بولو Marco Polo الذي مر بألموت نفسها في عام ١٢٧١ إن زعيم الطائفة الكبرى أعد خلف الحصن حديقة جمع فيها كل ما في الجنة-على حسب ما يعتقده. عامة المسلمين- من سيدات وفتيات يستطيع الرجال أن يشبعوا معهم شهواتهن، وإن الذين يريدون أو ينضموا إلى الطائفة كانوا يسقون الحشيش، حتى إذا غابوا عن وعيهم جيء بهم إلى الحديقة، فإذا عادوا إلى صوابهم قيل لهم إنهم في الجنة. وبعد أن يقضوا أربعة أيام أو خمسة يستمتعون فيها بالخمر والنساء ولذيذ الطعام، يخدرون مرة أخرى بالحشيش ثم ينقلون مرة أخرى من الحديقة، فإذا استيقظوا وسألوا عن الجنة التي كانوا فيها، قيل لهم إنهم سيعدون إليها ويبقون إلى أبد الدهر إذا أطاعوا الشيخ واخلصوا له أو استشهدوا في خدمتهِ (٤). كان الشبان الذين يرضون بهذا الوضع يسمون "الحشاشين" أي الذين يشربون الحشيش-ومن هذه الكلمة اشتق لفظ Assassin الإفرنجي الذي يطلق على المغتال. وظل حسن يحكم ألموت خمساً ولثلاثين سنة، وأحالها مركزاً للاغتيال والتعليم والفن. وظلت هذه الطائفة باقية بعد وفاته بزمن طويل، واستولت على عدة حصون أخرى منيعة، وحاربت الصليبيين، ويقال إنها هي التي قتلت كنراد المنتفراتي Conrad of Monteferrat بتحريض رتشرد قلب الأسد (٥). وفي عام ١٢٥٦ استولى المغول بقيادة هولاكو على حصن ألموت وغيره من معاقل الحشاشين، وأخذت الدولة والإمارات الإسلامية من ذلك الوقت تطاردهم وتقتلهم لأنها ترى فيهم أعداء للمجتمع