يعملون على خرابه وتدميره. ولكنهم مع ذلك ظلوا بوصفهم طائفة دينية وأضحوا على مر الأيام مسالمين خليقين بالاحترام؛ وفي الهند، وفارس، والشام، وإفريقية كثيرون من أتباع هذه الطائفة يعترفون بزعامة أغا خان ويؤدون إليه عشر دخلهم (٦).
وتوفي ملك شاه بعد شهر من وفاة وزيره، وتنازع أبناؤه على وراثة العرش واقتتلوا، وتفرق المسلمين في أثناء هذا النزاع فلم يواجهوا الصليبيين بقوة متحدة. وأعاد السلطان سنجر إلى بغداد أبهة السلاجقة في أثناء حكمه الذي دام من ١١١٧ حتى ١١٥٧، وازدهرت في أيامه الآداب بفضل تعضيده ومناصرته، ولكن الدولة السلجوقية تفككت بعد وفاته وانقسمت إلى إمارات مستقلة تحكمها أسر قليلة الشأن وملوك متنازعون متقاتلون، وقام في الموصل أحد المماليك ملك شاه الأكراد وهو عماد الدين زنكي وأسس أسرة الأتابكة (آباء الأمراء) في عام ١١٢٧ وهي الأسرة التي حاربت الصليبيين حرباً عواناً وبسطت سلطانها على بلاد النهرين. وفتح ابنه نور الدين محمد (١١٤٦ - ١١٧٣) بلاد الشام، واتخذ دمشق عاصمة له، وحكم أملاكه حكماً عادلاً حازماً، وانتزع مصر من الأسرة الفاطمية المحتضرة.
وكانت عوامل الانحلال، التي أدت إلى خضوع الخلفاء العباسيين إلى سلطان بني بويه السلاجقة، قد أدت بعد قرنين من تضعضع الخلافة العباسية إلى اضمحلال شأن الخلافة الفاطميين حتى غدوا رؤساء دينيين لا أكثر في دولة يحكمها وزراؤهم وقادة الجنود. وانغمس هؤلاء الخلفاء في اللهو الشهوات بين نسائهم اللاتي لا يحصى عددهن، وأحاطوا أنفسهم بالخصيان والعبيد، وأفقدهم الترف والانغماس في الشهوات الجنسية صفات الرجولة، فتركوا وزراءهم يلقبون أنفسهم بالملوك ويوزعون مناصب الدولة ومزايا الحكم كما يشتهون. وحدث في