جديدة وإن أجيز لهم أن يصلحوا ما يحتاج منها إلى الإصلاح؛ ولم يكن يجوز لهم أن يظهروا الصليب في خارج الكنائس، أو يدقوا نواقيسها؛ ولم يكن أبناء غير مسلمين يقبلون في المدارس الإسلامية، ولكن كان في وسع غير المسلمين أن ينشئوا لأبنائهم مدارس خاصة لهم. كان هذا كله هو ما يجب إتباعه من الوجهة النظرية، ولكنه لم يكن ينفذ على الدوام. ولا تزال هذه هي النصوص الحرفية للشريعة الإسلامية إن لم تكن هي المعمول بها على الدوام (٩٢)(١). ومع هذا فقد كان في بغداد وحدها في القرن العاشر ٤٥. ٠٠٠ مسيحي (٩٣)، وكانت جنائز المسيحيين تسير في الشوارع دون أن يتعرض لها أحد (٩٤)، وظل المسلمون على الدوام يحتجون على استخدام المسيحيين واليهود في المناصب العليا؛ ولقد كان صلاح الدين، في ثورة الحرب الصليبية وحدتها وما أوجدته في النفوس من أحقاد، كريماً رحيماً بمن في دولته من المسيحيين.
(١) لا ندري من أين جاء الكاتب بقوله أن هذه النصوص الحرفية للشريعة الإسلامية، فلسنا نعلم أن الشريعة تنص على هذا، ولعل بعض هذه القيود قد وضعت على غير المسلمين في بعض اليهود، وضعها بعض الملوك أو الأمراء، ولكنها لم تكن قاعدة متبعة، وليست من الدين في شيء. وحسبنا ما قاله المؤلف نفسه بعد هذا دليلاً على تسامح المسلمين في أقرب العهود إلى نشأة الإسلام. (المترجم)