تجد لها مكاناً في طقوس بعض المعابد اليهودية. ولقد أظهرت أشعار مثلها عند يهود أسبانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وألمانيا، منها واحدة يترنم بها كثيرون من اليهود يوم عيد الكفارة.
إذا أقبلت ملكوتك تشققت التلال عن أناشيد.
وضحكت الجزائر متهللة لأنها تنتسب إلى الله.
وتغنى كل من فيها من المصلين بأعلى أصواتهم يثنون عليك.
حتى إذا سمعتها أبعد الشعوب نادت بك ملكاً متوجاً عليها (١٠٩).
ولما أن أدخلت هذه القصائد المقدسة (البيوطيم) في الصلوات التي تقام في المعابد، كان ينشدها مرتل القداس، وبذلك عادت الموسيقى إلى الشعائر الدينية. يضاف إلى هذا أن تلاوة الكتاب المقدس والأدعية كان ينشدها في كثير من المعابد رئيس فرقة المرتلين أو ينشدها النرتلون إنشاداً ترتجل معظم نغماته ارتجالاً، ولكنها تتبع في بعض الأحيان نماذج النغمات البسيطة الموضوعة للترانيم المسيحية (١١٠). من ذلك أن النغمات المعقدة للأغنية العبرانية الذائعة الصيت المعروفة باسم كل نيدري Kol Nidre (جميع الإيمان)(١١١)، قد أخذت من مدرسة ديرسنت جول St. Gail الغنائية بسويسرا في وقت ما قبل بداية القرن الثاني عشر.
على أن الكنيس اليهودي لم يحل في قلب اليهودي محل الهيكل بكل معاني الحلول، بل ظل أمله في أن يقدم القربان ليهوه في يوم من الأيام أمام قدس الأقداس على تل صهيون، يلهب خياله، ويتركه عرضة لخداع "المسيح الكذاب" في مختلف الأوقات. من ذلك ما حدث في عام ٢٠ حين أعلن شيريم Sereme وهو رجل سوري، أنه هو المنقذ المنتظر، وسير حملة لانتزاع فلسطين من المسلمين. وغادر اليهود مواطنهم في بابل وأسبانيا ليشتركوا في هذه المغامرة، ولكن القائم بها أسر، وعرضه الخليفة يزيد الثاني على الجماهير على أنه مهرج دجال، ثم أمر به فقتل. وبعد بضع سنين من ذلك الوقت تزعم عبوديا بن