اليهودي وتزوج بيهودية (١٢٦). وحرمت أرملة يهودية في عام ١٢٣٤ من بائنتها بحجة أن زوجها اعتنق الدين المسيحي قبل وفاته وأن هذا يلغي زواجهما (١٢٧). وأصدر مجلس لاتران الرابع في عام ١٢١٥ قراراً يحتم "على اليهود والمسلمين-ذكوراً كانوا أو إناثاً-في كل ولاية مسيحية وفي جميع الأوقات أن يميزوا أنفسهم عن غيرهم في أعين الجمهور بلبس أثواب خاصة لأن المسيحيين يخطئون أحياناً فيتصلون بنساء اليهود والمسلمين، ويتصل اليهود والمسلمون بالنساء المسيحيات". ولهذا يجب على اليهود والمسلمين متى جاوزوا الثانية عشرة من العمر أن يميزوا ملابسهم بيوم خاص-ويكون ذلك بالنسبة للرجال في غطاء الرأس أو الجبة، وبالنسبة للنساء في أقنعتهن. وكان من أسباب صدور هذه الأوامر أنها رد على قوانين قديمة مماثلة لها أصدرها المسلمون ضد اليهود أو المسيحيين. وكان نوع الشارة المميزة تعينه محلياً حكومات الولايات أو المجالس الإقليمية للكنيسة المسيحية. وكانت في العادة تتخذ صورة عجلة أو دائرة من النسيج الأصفر، طول قطرها نحو ثلاث بوصات تخاط في مكان ظاهر فوق الملابس. ونفذ هذا للقرار في إنجلترا عام ١٢٧٩؛ أما في أسبانيا وإيطاليا وألمانيا فلم ينفذ إلا في أوقات متباعدة قبل القرن الخامس عشر حين أخذ نيقولا القوزاوي Nickolas of Cusa وسان جيوفاني داكبسترانو San Giovanni Capistrano يدعوان إلى التشدد في تنفيذه بأكمله. وكان من أثر تلك الدعوة أن هدد يهود قشتالة في عام ١٢١٩ بمغادرة البلاد جملة إذا نفذ هذا القانون؛ ووافق ولاة الأمور الدينيون على إلغائه، وكثيراً ما كان الأطباء والعلماء، ورجال المال، والرحالة اليهود يعفون منه، ثم أخذ العمل به يضعف قبل القرن السادس عشر وامتنع نهائياً حين قامت الثورة الفرنسية.
ويمكن القول بوجه عام إن البابوات كانوا أكثر رجال الدين تسامحاً في العالم المسيحي. مثال ذلك أن جريجوري الأول، نهى عن إرغام اليهود على